اسد البراري المدير العام
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 466 نقاط : 1134 تاريخ التسجيل : 13/10/2010 العمر : 63 الموقع : https://sanabel.ahlamontada.net
| موضوع: أبو سفيان بن الحارث رضي الله عنه السبت أكتوبر 30, 2010 9:45 pm | |
| أبو سفيان بن الحارث رضي الله عنه ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه بالرضاعة من سأتحدث عنه الآن ليس أبو سفيان بن حرب زعيم الشرك والمشركين قبل فتح مكة، وليس الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم يوم الفتح: من دخل بيت أبو سفيان فهو آمن، وانما ضيفنا هو أبو سفيان ابن الحارث عم الرسول صلى الله عليه وسلم وأخوه في الرضاعة. عشرين عاما من الضلال والعداوة للاسلام والكراهية قضاها هذا الصحابيالجليل قبل أن يأذن الله له بالهداية، وعلى الرغم من أنه رأى الملائكة عليهم السلام تقاتل مع المسلمين في غزوة بدر،الا انه لم يهتدي قلبه الى نور الله عزوجل في تلك الأيام، وبقي يعادي الاسلام والمسلمين ويهجو النبي صلى الله عليه وسلم الى ما قبل فتح مكة بقليل، وبالرغم من أنّ أخوته الثلاثة نوفل وربيعة وعبد الله أبناء الحارث رضي الله عنهم قد سبقوه الى دين الحق، الا أنه لم يهتدي الى نور الله في ذلك الوقت, وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أهدر دمه لشدة عداءه للاسلام والمسلمين، ولكثرة ما حملسيفه ولسانه ضد الاسلام، وهذا أبلغ دليل على أنّ القرابة مهما كانت حميمة يجب أن توضع جانبا أمام الحق ويداس عليها بالأقدام ان لم تكن تناصر الحق. اسلامه رضي الله عنه وصدق الله العظيم القائل: لا تهدي من أحببت ان الله يهدي من يشاء فذات يوم وقبل فتح مكة بقليل قادته الأقدار رضي الله عنه لمصيره السعيد، فنادى ولده جعفر وقال لأهله أنه مسافر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليسلملله رب العالمين، وعندما وصل الى مشارف المدينة بدأت الهواجس والأفكارتنتابه فقال: ماذا أفعل والرسول صلى الله عليه وسلم قد أهدر دمي؟ وكيف أدخل عليه دون أن يمسني اي من المسلمين بأي سوء؟فهداه عقله أن يدخل المدينة متخفيا ومتنكرا كي لا يعرفه أحد، فأخفى معالمهوأخذ بيد ابنه الصغير وسار مشيا على قدميه حتى اذا أبصرالنبي صلى الله عليه وسلم قادما النبي الله صلى الله عليه وسلم، وما أن عرفه حتى حوّل وجهه عنه، حتى اذا جاءه أبو سفيان من الناحية الأخرى أعرض عنه النبي صلىالله عليه وسلم، ولما لم يجد منفذا له صاح بها وأعلنها أمام النبي صلى الله عليه وسلم وأمام الملأ من حوله شهادة صدق وحق: أشهد أن لا اله الا الله وأنّ محمد رسول الله، ومن ثم اقترب من النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: لا تثريب يا رسول الله! فأجابه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: لا تثريب يا أبا سفيان، ثم قال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: علم ابن عمك الوضوء والسنة، ومن ثم نادى علي رضي الله عنه بالناس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رضي عن ابا سفيان فارضوا عنه.وهكذا ينهض الهدى بكل معانيه ليعانق هذا الصحابي الجليل لينقله نقلة كبيرةمن الكراهية الى الحب، ومن الضلال الى الهدى، ومن الشقاء الى السعادة، ومنالنقمة الى الرحمة الواسعة، فيفتح الرسول صلى الله عليه وسلم صدره للاجىءألقى نفسه بين يدي الله تعالى بعد أن أعياه طول السفر وتعبه ومشقته ليرتاحبجسده المتهالك على فراش وثير يغمره الايمان بأبهى صوره ونوره الذي لايخبو من صدور مؤمنين رضوا بالله ربا، وبالاسلام دينا، وبمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، وآمنوا بالنور الذي أنزل عليه صلى الله عليه وسلم.لحظة من زمن يقول الله تبارك وتعالى فيها كوني فتكون باذنه تبارك وتعالى، وتطوي الضلال والشقوة وتفتح لها ابواب الرحمة بلا حدود. تقبيله لقدمي النبي النبي صلى الله عليه وسلم
لقدابلى رضي الله عنه بلاء حسنا يوم حنين حين نصب المشركون للمسلمين كميناخطيرا، فانقضوا عليهم من حيث لا يحتسبون انقضاضا وبيلا أطار صواب الجيوش المسلمة، على أثرها فرّ أكثر أجناده الأدبار، والرسول صلى الله عليه وسلمينادي على أصحابه أن يثبتوا قائلا لهم: أيها الناس أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب،في تلك اللحظة الرهيبة هبّ أبو سفيان وولده جعفر رضي الله عنهما، ليدرك فرصته التي طالما بحث عنها وهي الشهادة في سبيل الله تبارك وتعالى وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وراح يتشبث بمقود فرسه بيسراه، ويرسل السيف نحو المشركين بيمناه، ، والشهادة تتراءى له وتلوح أمامه في الأفق،لقد أهلت تلك الفرصة ليقضي نحبه شهيدا فتغسل كل ذنب اقترفه، ونظر اليه الرسول صلى الله عليه وسلم ثم قال: اخي ابا سفيان بن الحارث،وما كاد أبو سفيان يسمع كلمة أخي من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طار فؤاده من بين جوانحه فرحا وحبورا وسرورا، فأكبّ على قدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلهما ويغسلهما بدموعه، وتحركت شاعريته فراح يغبط نفسه على ما أنعم الله عليه من الشجاعة، مما جعل المسلمون يعودون الى مكان المعركة حتى انتهت. ورحلرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو سفيان تتعلق روحه بالموت ليلحق بأخيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار الآخرة، وعاش ما شاء الله له أنيعيش والموت أمنية حياته. وفاته رضي الله عنه ذات يوم شاهده الناس يحفر لحدا في مقبرة البقيع ويسويه ويهيئه، ولما أبدوا دهشتهم قال لهم: اني أعد قبري بنفسي، وبعد ثلاثة أيام لا رابع لهم كان راقدا في بيته وأهله من حوله يبكون، فتح عينيه عليهم بكل الأمن والطمأنينة، وقال: لا تبكون عليّ فاني لم أتنظف بخطيئة منذ أسلمت، وقبل أنيحني رأسه على صدره لوّح برأسه الى أعلى ملقيا على الدنيا تحية الوداع. فرضي الله عنه وأرضاه وصحبه وصلى الله وسلم على من رباهم ما أصبت به فمن الله عزوجل وحده, وما أخطأت به فمن نفسي الخاطئة ومن الشيطان لا تنسونا من دعوة صادقة خفية ولكم مثلها ان شاء الله تعالى
| |
|