سنابل الخير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا بيك في منتداك ونور المنتدى بوجودك

ان كنت تامن بالله ورسوله سجل معنا
فنحن بحاجة اليك
سنابل الخير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا بيك في منتداك ونور المنتدى بوجودك

ان كنت تامن بالله ورسوله سجل معنا
فنحن بحاجة اليك
سنابل الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سنابل الخير

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» انقاص الوزن بعلم اللقيمات للرجيم للدكتور محمد الهاشمي
أبو الدرداء رضي الله عنه I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 26, 2012 11:39 pm من طرف alshymaahassan

» أم أيمن بركة بنت ثعلبة حاضنة الرسول صلى الله عليه و سلم
أبو الدرداء رضي الله عنه I_icon_minitimeالأحد يناير 23, 2011 2:00 pm من طرف صلاح نوح

» ثوبية الأسلمية أول مرضعه لرسول صلى الله عليه و سلم
أبو الدرداء رضي الله عنه I_icon_minitimeالأحد يناير 23, 2011 1:58 pm من طرف صلاح نوح

» حليمة السعدية مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم
أبو الدرداء رضي الله عنه I_icon_minitimeالأحد يناير 23, 2011 1:56 pm من طرف صلاح نوح

»  آمنة بنت وهب - أم الرسول صلى الله عليه و سلم
أبو الدرداء رضي الله عنه I_icon_minitimeالأحد يناير 23, 2011 1:49 pm من طرف صلاح نوح

» صفة الصلاة
أبو الدرداء رضي الله عنه I_icon_minitimeالسبت يناير 08, 2011 1:27 pm من طرف اسد البراري

»  [تحميل] لقاءات ومحاضرات متنوعة للشيخ الألباني رحمه الله
أبو الدرداء رضي الله عنه I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 25, 2010 10:54 pm من طرف اسد البراري

» إسطوانة "نداءات الرحمن من آيات القرآن" من انتاج موقع الطريق إلى الله
أبو الدرداء رضي الله عنه I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 24, 2010 11:55 am من طرف اسد البراري

» الاعجاز العلمي في الصوم
أبو الدرداء رضي الله عنه I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 24, 2010 9:20 am من طرف اسد البراري

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث

 

 أبو الدرداء رضي الله عنه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اسد البراري
المدير العام
المدير العام
اسد البراري


رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 466
نقاط : 1134
تاريخ التسجيل : 13/10/2010
العمر : 63
الموقع : https://sanabel.ahlamontada.net

أبو الدرداء رضي الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: أبو الدرداء رضي الله عنه   أبو الدرداء رضي الله عنه I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 30, 2010 1:38 pm

أبو الدرداء رضي الله عنه
فيلسوف وحكيم الاسلام الأول
من أراد أن يعطي العبادة حقها فليقرأ قصة هذا الصحابي الجليل الذي كان عدوا للثروات وبغي الحكام ، انه أبو الدرداء رضي الله عنه، صحابيا جليلا منالرعيبل الأول الذين تربوا في جامعة العقائد الاسلامية وعميدها حبيب اللهونبيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين وخيرالبرية اطلاقا، اللهم صلي وسلم وبارك على السراج المنير المرسل من ربه سبحانه وتعالى رحمة للعالمين.
اسلامه رضي الله عنه
كان رضي الله عنه آخر اهل داره اسلاما، وبقي متعلقا بصنم كان يعبده بالجاهلية على الرغم من أنّ عبد الله بن رواحة رضي اله عنه أخيه في الجاهلية قدسبقه الى الاسلام, ,اخذ يدعوه الى عبادة الله تعالى الها واحدا لا شريك له، وعندما لم يذعن لدعوته, فقد لجأ ابن رواحة رضي الله عنه أن يلقن أبوالدرداء درسا لعله يهتدي به الى نور الله تعالى، وكلما عاد أبو الدرداءالى بيته يجد صنمه محطما ’ ةعندما يسأل امرأته عمّن حطم له صنمه فتقول له:اخوك ابن رواحة من فعل ذلك، فيغضب غضبا شديدا، ثم وفي آخر مرة جلس يفكرلبرهة يحدث نفسه ويقول: لو كان عند هذا الصنم خيرا لدافع عن نفسه، من هذاالمنطلق منطلق التفكر ينطلق أبو الدرداء الى رسول الله صلى الله عليهوسلم برفقة أخيه ابن رواحة رضي الله عنهما ويعلن اسلامه.


نصيحة غالية
حين يتحدث أبو الدرداء رضي الله عنه عن أمر ما، فهذا يعني أنّ هناك امرا هاما،لذا فان أعناق الناس تشرئب للانصات اليه، فهو رضي الله عنه حكيم تتفجر منجوانبه الحكمة، وكان رضي الله عنه لا يفتأ أبدا بأن يقدم لأصحابه نصائحه الغاليات، فذات يوم يقول رضي الله عنه لصحبه الكرام: ألاأخبركم بخيرأعمالكم وأزكاها عند بارئكم، وأنمأها في درجاتكم، وخير من أنتغزو عدوكم فتضربوا رقابهم ويضربوا رقابكم، وخير من الدراهم والدنانير؟قالوا: واي شيء هو ذاك يا أبو الدرداء؟ قال رضي الله عنه ووجهه يتألق تحتضوء الايمان والحكمة نورا: ذكر الله، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

هوايته التفكر والاعتبار


والآن تعالوا بنا نقترب من الحكيم القديس ونرنو الى الضياء والنور الذي يتلألأ حول جبينه رضي الله عنه، واشتموا العبير الفواح القادم من ناصيته الشماء،انه ضياء الحكمة، وعبير الايمان.
واذاالتقى كل من الايمان والحكمة في حياة رجل، فلنا أن نحكم عليه أنه أوّابوسعيد، وأي سعادة لذلك الرجل الذي حين سألوا أمه عن أفضل ماكان يحب رضيالله عنه من عمل؟ أجابت: التفكر والاعتبار، ألم يكن التفكر والاعتبارسمتين من سمات المؤمن الصادق؟ أجل! وفيهما يقول الله تبارك وتعالى: ان في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب* الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النارمن هذا الآية الكريمة أخذ رضي الله عنه التفكر ، ومن قوله تعالى: فاعتبروا يا أولي الأبصار اخذ الاعتبار.

شعاره رضي الله عنه

انالله تبارك وتعالى لم ينزل كتابه الكريم ليوضع على الأرفف فيتدكس عليه الغبار أو نعلقه كديكور لتزيين البيوت من حيطان ومكتبات وما الى ذلك، بلنزل كي يتدارسه المؤمنون ويتفكرون فيه ومنه يعتبروا، فيحللون حلاله ويحرمون حرامه ويحكمون به، ولأن أبا الدرداء رضي الله عنه ينظر الى كتاب الله تعالى تلك النظرة التي نزل القرآن لأجلها فقد أخذ على عاتقه حمل الرسالة جنبا الى جنب مع النبي صلى الله عليه وسلم وبدأ يحض أصحابه الكرام رضي الله عنه على التأمل والتفكر، رافعا شعاره عاليا: تفكر ساعة خير من عبادة ليلة.

الرسالة أمانة

ان الرسالة العظيمة التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم لم تنزل ليأخذبها النبي صلى الله عليه وسلم وحده، ولو كان الأمر كذلك لاندثرت بعد وفاتهصلى الله عليه وسلم، ولكنها رسالة أمانة معلقة في رقاب كل من يشهد بأنه لااله الا الله وحده لا شريك له، وكلنا يجب أن نكون أهلا لحملها ندعو الناس الى عبادة الله تعالى الفرد الصمد على بصيرة، فعن ابن عباس رضي الله عنه أنه قبل ان يعرض الله عزوجل الأمانة ( الطاعة، الفرائض) على آدم عليه الصلاة والسلام عرضها على السموات والأرض والجبال فلم يطقنها وقال لآدم: اني عرضت الأمانة على السموات والأرض والجبال فلم يطقنها، فهل أنت آخذ بما فيها؟ قال: يا رب ! وما فيها؟ قال: ان أحسنت جزيت، وان أسأت عوقبت، فأخذها آدم عليه السلام فحملها، وذلك قوله تعالى: وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا
اقرؤوا معي قوله تبارك وتعالى الذي ختم فيه سورة الأحزاب لماذا سبحانه وتعالى حمل الانسان هذه الأمانه:
انا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأ بين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان، انه كان ظلوما جهولا * ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات، وكان الله غفورا رحيما
انهذا االانسان الذي أمامنا (أبو الدرداء) كان قد سما في العلياء بعبادته لله الواحد القهار، ذلك أنه لم يرنو الى العبادة على أنها مجرد تكاليفتؤدى ومحظورات تترك، ولو كان الأمر كذلك لجمع بين تجارته وأعماله، ورغمأنه كان هناك في ذاك العالم الفسيح الأرجاء من تجار صادقين وصالحين وأنّ الكثير منهم من جمع في المجالين (العبادة والتجارة)وبرعوا فيهما وخدموا قضية الاسلام الخالدة وكفوا بأموالهم ذوي الحاجات الاأن منهجهم لم يغمز منهج أبو الدرداء ولا منهجه غمز منهجم رضي الله عنهم جميعا، فكلّ ميسّر لما خلق له. ولعل الملائكة الساجدين لعظمة الله تباركوتعالى مذ خلقهم الى قيام الساعة لم يرفعوا رؤوسهم عن الأرض قط، ومع ذلكنجدهميقولون يوم القيامة حين يأذن الله لهم برفعها: سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك،لأجل هذا ترك أبو الدرداء تجارته ليتفرغ لعبادة الله وحده، وما تخصصه فيالبحث عن الحقيقة بممارسته لأقصى حالات التبتل الا وفق الايمان الذي هداهالله اليه ونمّاه فيه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بنعمة الاسلام،ولنا أن نسمي هذا الرجل ان شئنا بالعّباد والزاهد, ولكنه زهد رجل توافرتله فطنة المؤمن الحق،، ومقدرة الفيلسوف، وتجربة المحارب، وفقه الصحابي،وما دمنا نتحدث عن الزهد والذي يكاد أن يكون مفقودا في هذا الزمان، زمان الماديات والوهن الذي أصاب الأمة في مقتل، زمان الموبايلات والتجول في الأسواق والسهر على لعب الورق والانتقال بين أروقة المواقع الاباحية على شبكات الانترنت, تعاولوا معا ننهل من نبع ايمان هذا الرجل الصافي، لندركمعنى العبودية على حقيقتها كيف تكون،ها هو رضي الله عنه صاحبرسول الله صلى الله عليه وسلم وتلميذه، هذا الرجل الذي دفع الدنيا بكلتاراحتيه وبصدره وبكل ما أوتي من قوة لأجل أن يقهر نفسه ويتغلب عليها حتى اذا صقلها وزكاها غدت مرآة صافية انعكس عليها من الحكمة والصواب والخير ماجعله معلما عظيما وعبقريا يحذونا الأمل والشوق بأن نقترب من حكمته ونغرفمن فلسفته تجاه الدنيا السراب وتجاه مباهجها وزخارفها الفانية لنجد كم قولالله تبارك وتعالى: ويل لكل همزة لمزة* الذي جمع مالا وعدده* يحسب أنّ ماله أخلده* كلا لينبذن في الحطمة* وما أدراك ماا لحطمة* نار الله الموقدة* التي تطلع على الأفئدة* انها عليهم مؤصدة* فيعمد ممدّدة. قد أثر فيه.
سورةعظيمة لخصت مصير كل من يهفو الى الثروة والثروات، كل من يجعل الدنيا أكبرهمه، ومبلغ علمه، ولو أنّ القرآن الكريم لا يحوي هذه السورة في حديثه عنشر المال وجمعه لكفتنا، لأجل ذلك تأثر بها أبو الدرداء رضي الله عنه وعادى كل صاحب ثروة ألهته عن ذكر الله تعالى، حاملا على عاتقه قول النبي صلى الله عليه وسلم: انّ ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وقوله صلى الله عليه وسلم:تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم، فانه من كانت أكبر همّه فرق الله شمله،وجعل فقره بين عينيه، ومن كانت الآخرة أكبر همّه،جمع شمله وجعل عيناه فيقلبه، وكان الله اليه في كل خير أسرع.
لأجل ذلك كان رضي الله عنه يرثي أولئك الذين وقفوا أسرى طموح الثروة، وتعوذ بالله العظيم قائلا: اللهم اني أعوذ بك من شتات القلب، وحين سئل عن شتات القلب، أجاب رضي الله عنه: أن يكون لي في كل واد مال.
انظرواالى هذا الحكيم القديس الذي يدعو الناس الى امتلاك الدنيا والاستغناء عنهافي آن واحد، ويعتبر أن الامتلاك الحقيقي للثروة هو استغلالها بما يرضيالله، أما الجري وراء أطماعها التي لا تنتهي فذلك شر ألوان العبوديةوالرق، لذا كان رضي الله عنه يقول: من لم يكن غنيا عن الدنيا فلا دنيا له.
لماذا قال رضي الله عنه كل هذا؟ لأنّ المال عنده كان وسيلة وليس غاية، وسيلة للعيش القنوع وحياة الكفاف لا غاية لوجوده وتكديسه وجمعه وعدّه، ومن ثم موته وتركه خلفه وبالتالي سؤاله عنه يوم القيامة ومن ثمّ عذابه به، لأنه مؤمنبالقناعة على أنها كنز لا يفنى، ومؤمن بقليل يكفيه على كثير يطغيه، قليليؤدي شكره لا كثير لا يطيقه، وكان كثيرا رضي الله عنه ما يوصي أخلاؤه: لا تأكلوا الا طيّبا، ولا تكسبوا الا طيّبا، ولا تدخلو بيوتكم الا طيّبا.
حتى انه ذات يوم كتب الى صاحب له هذه الموعظة التي تقول:أما بعد.... فلست في شيء في عرض الدنيا الا وقد كان لغيرك قبلك، وهو صا ئرلغيرك بعدك، وليس لك منه الا ما قدّمت لنفسك، فأثرها على من تجمع المال لهمن ولدك ليكون ارثا، فأنت انما تجمع لواحد من اثنين: اما ولد صالح يعملمنه بطاعة الله فيسعد بما شقيت به، واما ولد عاص يعمل بمعصية الله فتشقىبما جمعت له.
كانت الدنيا كلها في عينيه مجرد عا رية، لقد كان يخشى على المسلمين أياما تنحلفيها عرى الايمان، وتضعف من روابطهم بالله وبالحق وبالصلاح، فتنتقلالعارية من أيديهم بنفس السهولة التي انتقلت بها اليهم، ولعل هذه الأيام التي نعيشها هي تلك الأيام التي كان يخشاها على المسلمين رضي الله عنه.
قوة يقينه بالله تبارك وتعالى
وكما كانت الدنيا كلها مجرد عارية في يقينه، كذلك كانت جسرا في حياة أروعوأبقى، ويقينه بالله لا يحده حد، وما كان يمليه عليه النبي صلى الله عليهوسلم كان يؤمن به دون نقاش، وكيف لأبو الدرداء ألا يؤمن ويقوي يقينه بالله تبارك وتعالى وهو يتلو آيات الله آناء الليل وأطراف النهار: انه لقول رسول كريم* وما هو بقول شاعر، قليلا ما تؤمنون* ولا بقول كاهن، قليلا ما تذكرون* تنزيل من رب العالمين.
ذات يوم جاءه رجل فقال له ان بيتك قد احترق، فقال له رضي الله عنه ثقةالمتيقن والواثق بالله تعالى: ما احترق، وجاءه ثان وقال له: ان بيتك يحترق، فأجابه رضي الله عنه بنفس الثقة العالية بالله تعالى: ما احترق،فجاءه ثالث وقال له: انّ النار قد انبعثت حتى اذا انتهت الى دارك انطفأت، فقال رضي الله عنه: ذلك أني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات، من يقولهن حين يصبح وحين يمسي لا تصبه مصيبة أبدا فتعلمونهنّ:
اللهمأنت ربي لا اله الا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش الكريم، ماشاء الله كانوما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، أعلم أنّ اللهعلى كل شيء قدير وأنّ الله قد أحاط بكل شيء علما، اللهم اني أعوذ بك منشرّ نفسي ومن شرّ كل دابة أنت آخذ بناصيتها انّ ربي على صراط مستقيم.
وكان رضي الله عنه يقول: احذرواامرىء تبغضه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر، فذروة الايمان الصبرللحكم،والرضا بالقدر، والاخلاص في التوكل، والاستسلام للرب عزوجل،
ذات يوم دخل عليه أصحابه عليه رضي الله عنهم يعودونه في مرض قد ألمّ به،فوجدوه نائما على فراش من جلد، فقالوا: لو شئت كان لك فراشا أطيب وأنعم،فأجابهم وهو يشير بسبابته وبريق عينيه صوب الأمام البعيد:
أن دارنا هناك، لها نجمع واليها نرجع، لها نظعن، ولها نعمل.
لم تكن نظرته رضي الله عنه الى الدنيا بسخافتها وجهة نظر فحسب، بل كانت منهجا وسلوكا.
لقد وهبه الله العمر الطويل رضي الله عنه، وخير بني آدم من طال عمره وحسن عمله.
لقد عاصر رضي الله عنه حكم العصر الأموي، وعندما تقدّم يزيد بن معاوية خاطبا ابنته الوحيدة الدرداءردّه ولم يقبل به زوجا لابنته، وعندما تقدّم لها أحد فقراء المسلمينوصالحهم، زوجّها اياه بدون تردد، فتعجّب الناس من صنيعه ذاك، ولم ينتظررضي الله عنه سؤالهم اياه لم فعلت ذلك، بل قال: ما ظنكم بالدرداء اذا قام على رأسها الخدم والخصيان، وبهرها زخرف القصور؟ أين دينها منها يومئذ؟
أجليا أبا الدرداء! هو ما تقوله ياحكيم وفيلسوف الاسلام الأول، وما قاله رضيالله عنه وربي ينطق بالحكمة والموعظة، وانه لبحق قويم النفس، ذكي الفؤاد،وبتصرفه هذا لا يهرب من السعادة قط، بل انه يمتلكها وبحق، ويفر بها الىسعادة الدارين الدنيا والآخرة معا.
ذلكأنه كلما وقفت مطالب الناس في الحياة عند حدود القناعة والاعتدال، كلماأدركوا حقيقة الدنيا، فالدنيا ممر، والشرع يأمرنا أن نتزود من الممرللمقر، وخير الزاد تقوى الله تبارك وتعالى.
انّقمة السعادة للعبد الصالح الذي يكون قلبه معلق بالآخرة هو ما ينتهجه أبوالدرداء رضي الله عنه، ومن سار على خطى من رباه الحبيب المصطفى صلى اللهعليه وسلم الذين باعوا دنياهم بآخرتهم، واشترواآخرتهم بدنياهم.
ولونظرنا الى حقيقة الدنيا لوجدناها كجسر أو ممر نعبر منه وعليه للآخرة، الىدار القرار دار الخلد، والخلد هو احدى طريقين: اما نار واما جنة، واللبيبمن يختار، فقمة السعادة لن تتأتى لا من مال كثير، ولا من ولدان وقصوروعروش، فليس الخير في كثرة المال والولد، وانما الخير كل الخير أن يعظمالحلم، ويكثر العمل، وتتبارى النفس في عبادة الله تبارك وتعالى.
هؤلاءهم المخلصون في العبادة، هؤلاء هم الذين يحبون الله تبارك وتعالى بصدقواخلاص، هؤلاء هم الذين يرنون للآخرة وبشوق، هؤلاء هم الذين طلقوا الدنياثلاثا طلاقا بائنا لا رجعة فيه، هؤلاء وليس نحن من يغادر النوم فراشنا الاونحن نحصي ونعد أرصدتنا في البنوك وكأننا نعيش لدنيا هي بنظرنا دنياالخلود متجاهلين قوله تبارك وتعالى: واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزاناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح
وقوله صلى الله عليه وسلم: ولو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما ترك على ظهرها من دابة، وفي رواية: ما سقى منها كافر شربة ماء.
من يشتري تركة عاد بدرهمين؟
نعودالى فيلسوفنا الأول أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه، ولنرى ماذا صنع أثناءخلافة عثمان رضي الله عنهما، لقد كان معاوية بن أبي سفيان أثناء خلافةعثمان رضي الله عنهم أميرا على الشام، وأبو الدرداء رضي الله عنه كانيتولى القضاء فيها، وهناك وقف أبو الدرداء لمعاوية رضي الله عنهما ولكلالذين أغرتهم مباهج الدنيا بالمرصاد ، وراح يذكّر بمنهج رسول الله صلىالله عليه وسلم وحياته وزهده وجوعه، وعزوفه صلى الله عليه وسلم عن الدنيا،من باب أن يكون لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وراح يذكربمنهج الرعيل الأول من الشهداء والصديقين، والشام يومئذ تموج بالمباهجوالنعيم، وكان أهلها قد أحدثوا كثيرا في أمر دينهم ودنياهم ، فجمعهم رضيالله عنه في غوطة دمشق ( 7 أميال عن دمشق) وقام فيهم خطيبا فقال:
يااهل الشام! أنتم الأخوان في الدين والجيران، في الدار والأنصار علىالأعداء، ولكن مالي أراكم لا تستحيون؟ تجمعون مالا تأكلون، وتبنون مالاتسكنون، وترجون مالا تبلغون، وقد كانت القرون من قبلكم يجمعون فيوعون،ويبنون فيوثقون، فكان جمعهم بورا، وآمالهم غرورا، وبيوتهم قبورا، أولئكقوم عاد ملئوا ما بين عدن الى عمّان أموالا وأولادا.
ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة عريضة ساخرة ولوّح بذراعه للجمع من حوله، وصاح في سخرية لافحة:
من يشتري مني تركة آل عاد بدرهمين؟
انك حقا لرجل باهر يا أبا الدرداء! رائع مضيء بحكمتك، مؤمن باحساسك ومشاعرك،ورع بمنطقك السديد ونظرتك الثاقبة الرشيدة، ولكم نحتاج الى أمثالك في هذاالزمن الذي طغت فيه المادة على كل شيء في حياتنا أيها الجبل الأشم، كم نحنبحاجة اليك كي تعلم الطامعين اللاهثين وراء سراب لا يسمن ولا يغني من جوعأنّ الدنيا فانية، انها دار من لادار له، ولها يجمع من لا عقل له، دار ممرمؤقت نعبر منها الى دار مقر خالد أبدي سرمدي، كي تنصح الذين يجمعون المالمن حله وحرامه دون مبالاة حتى باتوا لا يفرقون مالهم الحرام من الحلال، كي تعلمهم بأن الدنيا دار لمن لا دار له، ولها يجمع ما لا عقل له.
كي تعلمهم أنّ العبادة ليست غرورا ولا تأليا، بل التماسا للخير، وتعرّضلرحمات الله، وضراعة دائمة تذكر الانسان بضعفه وبفضل ربه وخالقه عليه،وهذا ما أكده أبو الدرداء رضي الله عنه حين قدّم نصائحه لأمته فقال: التمسواالخير دهركم كله، وتعرّضوا لنفحات رحمة الله، فانّ لله نفحات من رحمتهيصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يسترعوراتكم، ويؤمّن روعاتكم،ومثقال ذرة من بر صاحب تقوى ويقين، خير وأرجح من أمثال الجبال من عبادةالمغرورين.
مرّ أبو الدرداء رضي الله عنه يوما على رجل قد أصاب ذنبا والناس يسبونه فنهاهم عن ذلك وقال: أرأيتم لو وجدتموه في حفرة ألم تكونوا مخرجيه؟ قالوا: بلى! قال رضي الله عنه: فلا تسبّوه، واحمدوا الله أن عافاكم، قالوا: أنبغضه؟ قال رضي الله عنه: انما ابغضوا عمله، فاذا تركه فهو أخي.
حبه للعلم
كان رضي الله عنه يقدّس العلم تقديسا بعيدا، يقدسه كعابد، ويقدسه كحليم. وكان دائما يقول: الناس ثلاثة: عالموممتعلم والثالث همج لا خير فيه، واني لأخشى ما أخشاه على نفسي أن يقال لييوم القيامة على رؤوس الخلائق: يا عويمر هل علمت؟ فأقول: نعم! فيقال لي:فماذا عملت فيما علمت؟ وكان كثيرا ما يدعو الله قائلا: اللهم اني أعوذ بك أن تلعنني قلوب العلماء، قيل له: وكيف تلعنك قلوبهم؟ قال رضي الله عنه: تكرهني.
من أقواله وحكمه
* معاتبك اخيك خير لك من فقده، أعط أخاك ولن له، وكيف تبكيه بعد الموت وفيالحياة وما كنت أديت حقه، اني أبغض أن أظلم أحدا، وأبغض أكثر وأكثر أنأظلم من يستعين عليّ الا بالله العلي القدير.
* انيأخاف عليكم شهوة خفيّة في نعمة ملهيّة، وذلك حين تشبعون من الطعام وتجوعونمن العلم، انّ خيركم الذي يقول لصاحبه: اذهب بنا نصوم قبل أن نموت، وانّشراركم الذي يقول لصاحبه: اذهب بنا نأكل ونشرب ونلهو قبل أن نموت، وانيلأحب ثلاثة أشياء الناس كلها تكرهها، أحب الفقر والمرض والموت، أما الفقر فهو تواضعا لربي، وأما المرض فهو تكفيرا لخطيئتي، واما الموت فهو اشتياقا الى ربي.
* اثنتين وثلاثة وأربعا وخمسا: من عمل بهن كان ثوابه على الله عزوجل الدرجات العلى، لا تأكل الا طيبا، ولا تكسب الا طيبا، ولا تدخل بيتك الا طيبا، وسل الله عزوجل أن يرزقك يوما بيوم، واذا أصبحت فاعدد نفسك من الأموات أو كأنك لحقت بهم ، وهب عرضك لله عزوجل: فمن سابك أو شتمك أو قاتلك فدعه لله عزوجل، واذا أسات فاستغفر الله عزوجل.
* يا أخي اجعل بيت الله بيتك فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المسجد بيت كل تقي،وقد ضمن الله عزوجل لمن كانت المساجد بيوتهم بالرواح والراحة، فاز بجوازهعلى الصراط الى رضوان الله عزوجل، ويا أخي: ارحم اليتيم وادنه منك وأطعمهطعامك، فاني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ادن اليتيم منك وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك، فان ذلك يليّن قلبك، ويقدرك على حاجتك،واعمل بطاعة الله، فانّ العبد اذا عمل بطاعة الله أحبه، واذا أحبه حبّبعباده فيه، واياك من معصية الله، فانّ العبد اذا عمل بمعصية الله أبغضهالله، واذا أبغضه بغضه الى خلقه.
هذاهو أبو الدرداء رضي الله عنه الحكيم الزاهد العابد الأوّاب، هذا أبوالدرداء الذي كان يجيب في تواضع وثيق، وكلما أطرته الناس وسألوه الدعاءقال: لا أحسن السباحة وأخشى الغرق.
اذا كنت مع كل ما قرأناه عن أبو الدرداء ولم يحسن العوم ويخشى الغرق، اذن فما نحن صانعين بأنفسنا؟ فما نحن صانعين؟ رضي الله عنك وأرضاك، وصلى الله وسلم وبارك على من ربّاك.

ما أصبت به فمن الله عزوجل وحده وما أخطأت غمن نفسي الخاطئة ومن الشيطان

لا تنسونا من خالص دعاؤكم ولكم مثله ان شاء الله تعالى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sanabel.ahlamontada.net
 
أبو الدرداء رضي الله عنه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
» طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
» الله أكبر.. الله أكبر.. ها هو أذان الفجر
» أسامة بن زيد رضي الله عنهما
» أبيّ بن كعب رضي الله عنه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سنابل الخير :: الاقسام الاسلامية :: منتدى مدرسة الصحابة-
انتقل الى: