اسد البراري المدير العام
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 466 نقاط : 1134 تاريخ التسجيل : 13/10/2010 العمر : 63 الموقع : https://sanabel.ahlamontada.net
| موضوع: عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه الجمعة أكتوبر 29, 2010 9:26 pm | |
| عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
رآه النبي صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة حبوا هوعبدالرحمن بن عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، يجتمع في النسب مع النبي صلى الله عليه وسلم في كعب بن لؤي، وأمه الشفاء، ويكنى بأبي أحمد، وهو أحد الثمانية الأول دخولا في الاسلام (أبو بكر، طلحة، سعد،حمزة، الزبير، عثمان، وعلي رضي الله عنهم) ، كان يدعى قبل الاسلام بعبدالكعبة، وبعدما أسلم سماه النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الرحمن، وهاجرالهجرتين الى الحبشة، وهجرة المدينة. مولده رضي الله عنه: ولد بعد عام الفيل بعشر سنين، وبذلك يصغر النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين. سيّد المسلمين رضي الله عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لأم كلثوم ابنة عقبة بن أبي معيط عدو الله ورسوله، رضي الله تعالى عنها وأرضاها : أقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكحي سيد المسلمين عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه؟ أجابته رضي الله عنها: نعم! وولدت له أربعة ذكور: ابراهيم.. حميد..محمد..اسماعيل. مناقبه رضي الله عنه: عندما أخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، آخى بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، ويومها قال له سعد رضي الله عنه: اني أكثر أهل المدينة مالا،فانظر شطر مالي فخذه، وتحتي امرأتان فانظر أيهنّ أعجب اليك حتى أطلقها لك وتتزوجها، فأجابه ابن عوف رضي الله عنه: بارك الله لك في مالك وأهلك، دلني على السوق، فذهب واشترى وربح وكثر ماله وبفضله سبحانه وتعالى بات من أغنى الأغنياء لأنه صادق النيّة والسريرة، وتحقق فيه قوله الله تبارك وتعالى: والله يرزق من يشتاء بغير حساب. لقدسخّر جميع ماله في نصرة دين الله تعالى، ووزع قافلة بقوام 700 راحلة قادمةمن الشام في سبيل الله تعالى بأحمالها وأقتابها وأحلاسها، على أهل المدينةوما حولها. لقدكان رضي الله عنه التاجر المؤمن، الصابر المحتسب، الأمين المؤتمن، التقيالورع، ان لم تكن تجده في مسجد أو غزوة، تجده يجاهد في تجارته لينفق مارزقه الله تعالى في سبيل مرضاته. كان موفقا في تجارته أيما توفيق، الى حد أثار عجبه ودهشته بنفسه وقال: لو رفعت حجرا لوجدت تحته ذهبا وفضة، وكانت التجارة عنده عملا راجيا وواجبا، ولمتكن حرصا على جمع المال أو شغفا في الثراء أو احتكارا. انّ ثروته رضي اللهعنه لم تكن كثروة مسلمي اليوم تختص بأعدادعا وأرقامها ورصيدها في البنوك،وانما كانت بما ينفق منها في سبيل الله، وبرصيدها عند الله تبارك وتعالى،ذلك أن جميع أمواله كانت مسخرة لخدمة المسلمين وما تحتاج اليه جزيرة العربمن كساء وطعام، ولأجل ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم له: يا ابن عوف انك من الأغنياء، وانك ستدخل الجنة حبوا، فاقرض الله يطلق لك قدميك. باع يوما أرضا بأربعين ألف دينار، وفرقها على أهله من بنو زهرة، وعلى أمهات المؤمنين وفقراء المسلمين، وقدّم يوما لجيوش المسلمين 500 فرسا، ويوما1500 راحلة، وعند موته أوصى ب 150 ألف دينار في سبيل الله، ووصى أن يكونلكل من بقي حيا ممن شهد بدرا ب 400 دينار، حتى أنّ عثمان بن عفان رضي الله عنه رغم ثراءه أخذ نصيبه من الوصية، وقال يومها رضي الله عنه: انّ مال عبد الرحمن بن عوف حلالا صفوا، وانّ الطعمة فيه عافية وبركة. ان توزيعه ومصارفه للمال كان يعتمد ثلاثة مصارف: ثلثه يقرضه لله تعالى، وثلثه يقضي الدين عن المديونين، وثلثه يصل به الأرحام. لقد رأوه ذات يبكي بشدة وحين سألوه ما يبكيك؟ قال رضي الله عنه: لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع هو وأهل بيته من خبز الشعير. انّ طبائع البشر عوّدتنا على أنّ الثراء ينادي السلطة، وأنّ الأثرياء جميعا يحبون أن يكون لهم نفوذ ينمّي ثراؤهم ويضاعفه، ويشبع نهمهم وشهواتهم الصلفةفيستعلوا به على خلق الله، وتصيبهم الأنانية التي يثيرها الثراء عادة، الا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهومن هم على سريرته من صحابته رغم ثراءهم العريض نجدهم أناس بسطاء متواضعينتحسبهم أفقر منك أو على مستواك، كانوا أناسا عجابا يقهرون البشر في هذاالمجال ويخطوهم بسمو فريد. هومن العشرة المبشرين بالجنة، ومن الصحابة الذين توفي عنهم رسول الله صلىاله عليه وسلم وهو عنهم راض، ومن الستة أصحاب الرأي والمشورة الذيناختارهم عمر رضي الله عنه ليكونوا أهل الشورى. زوّجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بتماضر بنت الأصبغ بن عمر الكلبي رضي الله عنه وكان نصرانيا وزعيم قبيلته قبل أن يسلم. وفاته رضي الله عنه: ان عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها خصّت عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بشرف عظيم بأن عرضت عليه وهو على فراش الموت، أن يدفن في حجرتها الى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر، ولأنه مسلم قد أحسن الاسلام تأديبه، فقد استحييي أن يرفع نفسه الى ذاك الجوار، ثم أنه على موعد وثيقمع عثمان بن مظعون رضي الله عنهما، اذ تواثقا ذات يوم أيّهما مات قبلالآخر أن يدفن بجوار صاحبه، وبينما كانت روحه الطاهرة تتهيأ لحلتهاالجديدة، كانت عيناه تفيضان دمعا طيبا، ولسانه يتمتم قائلا: اني أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما كان لي من مال،الا أنّ سكينة الله سرعان ما تغشته لتكسو على وجهه غلالة رقيقة من الغبطةالمشرقة المتهللة المطمئنة، وكأنه أرهف سمعه لقوله تبارك وتعالى: الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منّا ولا أذى، لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. توفي رضي الله عنه في المدينة في السنة ال 32 للهجرة، عن عمر يناهز ال 57 عاما من عمره الشريف، ودفن في البقيع. فرضي الله عن ابن عوف وعن صحابته وصلى الله وسلم وبارك على من رباهم.
ما أصبت به فمن الله عزوجل وحده, وما أخطأت فمن نفسي الخاطئة ومن الشيطان لا تنسونا من دعوة خفية صادقة ولكم مثلها ان شاء الله تعالى
| |
|