اسد البراري المدير العام
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 466 نقاط : 1134 تاريخ التسجيل : 13/10/2010 العمر : 63 الموقع : https://sanabel.ahlamontada.net
| موضوع: سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه السبت أكتوبر 30, 2010 8:49 am | |
| سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
كان مستجاب الدعوة ومسدّد الرمية هوسعدبن مالك بن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في كلاب بن مرة، وبنو زهرة أخوال النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم عن سعد هذا خالي، وكان النبيصلى الله عليه وسلم كثيرا ما يلاعبه ويداعبه ويقول: هذا خالي فليرني امريء خاله. امه هي حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، لم تسلم، وكان يكنى بأبي اسحق. اسلامه رضي الله عنه أسلم رضي الله عنه وهو ابن سبع عشرة سنة، وكان من السابقين الى الاسلام، حتى قال: رأيتني وأنا ثلث الاسلام. عندماعلمت أمه باسلامه كانت ترغمه على ترك دين الاسلام، وحلفت ألا تكلمه أبداولا تأكل ولا تشرب حتى يكفر بالاسلام، وامتنعت عن الطعام والشراب حتى ظهرعليها الجهد، فقال لها سعد رضي الله عنه: يا أمه تعلمين والله لو كان لك100 نفس، فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني، ان شئت فكلي أو لا تأكلي ، فأنزلالله تعالى قرآنا يتلى الى يوم القيامه يحييه رضي الله عنه على مواقفهالشجاعة بقوله جل وعلا: وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيامعروفا، واتبع سبيل من أناب اليّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعلمون
مناقبه رضي الله عنه: كان رضي الله عنه أول من رمى بسهم في سبيل الله، وكان مستجاب الدعوة لدعوة دعاها النبي صلى الله عليه وسلم له: اللهم استجب لسعد اذا دعاك.
بطل القادسية ونهاوند وجلولا وأم المدائن رضي الله عنه تلك المعارك الأربعة التي خاضها الأسد في براثنه سعد، كانت في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. موقعةالقادسية قادها ضد الفرس بقيادة رستم الذي قتل في المعركة ليفرّ جنودالفرس ويحقق المسلمون انتصارا ساحقا جعل جنود الفرس يتهاوون أمام المسلمونتهاوي الجراد المنتشر. أما موقعة نهاوند فهي الموقعة التي انتصر فيها المسلمون على كسرى واستولوا على ايوانه وتاجه كغنيمة لهم وفيء. أما موقعة جلولا فكان النصر للمسلمين، واستأصل الله فيها الأكاسرة على يديه رضي الله عنه. اماموقعة أم المدائن والتي خاضها المسلمون ضد الفرس، فقد كانت معجزة الهيةكمعجزة موسى عليه السلام بفرعون والذي أغرقه الله تعالى في البحر، فسعدالذي يقابل عدوه المرابط على الضفة الأخرى من نهر دجلة بدأ يفكر كيف يخوضالبحر بجنوده دون أن يصيبهم أذى أوينسحب جيش المسلمين أو يجبن فتنكسر شوكةالمسلمين، ولصفاء السريرة وصدقها مع الله تعالى فقد هداه الله لخطة معركةأذهلت سعد نفسه، وخرج المسلمون من نهر دجلة كما دخلوه دون أن يخسروا جندياواحدا، وكان سعد قد طلب من جنوده قبل أن يخوضوا البحر أن يقولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل. اقتحم سعد رضي الله عنه بفرسه نهر دجلة، واقتحمه جنوده من بعده دون أن يتخلف عنه جنديا واحدا، ولصفاء النفوس وصدقها مع الله تبارك وتعالى فقد هيأ الله لهم السبل وساروا في النهر وكأنهم يسيرون على وجه الأرض، وبدؤوا يتجاذبون أطراف الحديث وكأنهم ليسوا في غمار الماء، حتى ملئوا ما بين الجانبين،ولم يعد وجه الماء يرى من أفواج الفرسان، حتى بات ولكأنه يخيّل للناظراليهم أنهم يمشون على سطح الماء، وذلك بسبب الأمن والأمان والطمأنينة التي اعترتهم من رأسهم حتى أخمص قدميهم بعد دعاءهم الصادق: حسبنا الله ونعم الوكيل. موقفه من الفتنة ويمتدالعمر بسعد رضي الله عنه حتى يشهد الفتنة التي وقعت بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، ويعتزلها ويأمر أهله باعتزالها، وليس هذا فحسب بل طلب منه مبألا ينقلوا اليه حتى أخبارها، وبعد أن انتهى الأمر لصالح معاوية،واستقرّت مقاليد الحكم اليه، التقاه معاوية رضي الله عنه ، وسأله: ما بالك يا سعد لم تقاتل معنا؟ أجابه رضي الله عنه: لأني مررت بريح مظلمة فقلت: أخ.. أخ، واتخذت من راحلتي حتى انجلت عني، فقال له معاوية رضي الله عنه: ولكن في كتاب الله لا يوجد أخ..أخ وانما قال تعالى: وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فان بغت احداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى أمر الله، فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا ان الله يحب المقسطين وكمانرى فلم يخرجهم القتال فيما بينهم عن صفة الايمان، وكما نرى فقد سماهم الله تعالى بالمؤمنين مع الاقتتال، ومن هذه الآية الكريمة استدل البخاريعلى أن المعصية وان عظمت لا تخرج المؤمن من ايمانه. ثمقال معاوية رضي الله عنهم: ما منعك أن تسبّ أبا تراب (يقصد عليا رضي الله عنه)؟ أجابه: سأذكر لك ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وواحدةمنها تمنعني من سبّه، ولواحدة منها أحب الي من حمر النعم: - سمعت علي رضي الله عنه يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما خلفه في بعض مغازيه: يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان؟ أجابه صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبوة بعدي؟ - وسمعته صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر: لأعطينّ الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، فتطاولنا اليها، فقال صلى الله عليه وسلم: ادعوا لي عليا، فأتى به أرمد فبصق في عينيه ودفع اليه الراية، ولما نزل قوله تعالى: انما يريد ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا رضي الله عنهم فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي. - وقال عليه الصلاة والسلام: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. وقال علي كرم الله وجهه: والله الذي خلق الجنة وبرأ النسمة انه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم: أنه لا يحبني الا مؤمن، ولا يبغضني الا منافق. فقال له معاوية رضي الله عنه: وأنت لم تكن مع الفئة العادلة ولا الباغية، أجابه سعد رضي الله عنه: ما كنت لأقاتل رجلا قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبيّ بعدي لقدكان لسعد سلاحان يتسلح بهما في حياته: رميه لقوسه الذي لا يخطىء الهدف،ودعوته المستجابة، وقد اكتسب هاتان الصفتان المحمودتان من دعوة النبي صلىالله عليه وسلم حين دعا له: اللهم سدد رميته وأجب دعوته وذات يوم رأى سعد رضي الله عنه رجلا يسب طلحة وعلي والزبير فنهاه فلم ينته،فقال له: اذن أدعو عليك، فأجابه الرجل: تهددني وكأنك نبي، فتوضأ سعد وصلىركعتين ثم رفع يديه الى السماء وقال: اللهم ان كنت تعلم أن هذا الرجل قد سبّ أقواما سبقت لهم منك الحسنى، وأنّه قد أسخطك فاجعله أية لمن يعتبر. ولم يمض وقتا طويلا على دعوته حتى خرجت ناقة من احدى الدور، ودخلت بين الزحام وكأنها تبحث عن شيء حتى اذا اقتحمت الرجل فأخذته بين قوائمها، وما زال تتتخبطه حتى أهلكته وقضى نحبه. ان سعد رضي الله عنه كان يتمتع بخصلتان محمودتان جليلتان قلما تجتمعان في رجل واحد: تحريه الحلال، والانفاق في سبيل الله بسخاء بلا حدود. وفاته رضي الله عنه توفي رضي الله عنه سنة 55 هجرية عن عمر يناهز ال 82 عاما من عمره الشريف، ودفن في البقيع. فرضي الله عن بطل القادسية وعن صحبه وصلى الله وسلم وبارك على من رباهم. ما أصبت به فمن الله عزوجل وحده, وما أخطأت فمن نفسي الخاطئة ومن الشيطان لا تنسونا من دعوة خفية صادقة ولكم مثلها ان شاء الله تعالى
| |
|