اسد البراري المدير العام
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 466 نقاط : 1134 تاريخ التسجيل : 13/10/2010 العمر : 63 الموقع : https://sanabel.ahlamontada.net
| موضوع: البراء بن مالك رضي الله عنه الأحد أكتوبر 31, 2010 4:59 pm | |
| البراء بن مالك رضي الله عنه عاشق الموت والمستجاب الدعوة هو شقيق الصحابي الجليل أنس بن مالك. من أراد أن ينظر الى رجل مستجاب الدعوة أورجلا يعشق الموت وييحث عنه ولا يجده فليتابع معنا قصة هذا البطل الأسطورة الذي سطر أعظم ملحمة بطولية في تاريخالاسلام المجيد. انه البراء بن ماك شقيق الصحابي الجليل أنس بن مالك أخر صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وفاة. انه ابن أم سليم (الرميصاء) صاحبة أغلى مهر في الاسلام واحدى المبشرات بالجنة رضي الله عنهم. من كان يراه رضي الله عنه وهو في ساحة الشرف يقاتل في سبيل الله كان يرىالعجب العجاب في بسالته وشجاعته، ذلك أنّ أحد نا اذا أراد أن يقاتل عدوه يبحث أول ما يبحث عن النصر وعن حرصه على الحياة، لكن البراء رضي الله عنهكان شيئا مختلفا عن كل المقاتلين، ما رنا للنصر يوما، وانما كان دائمايرنوا الى نيل الشهادة في سبيل الله ، كان كل همه أن يقضي نحبه فوق أرضمعركة من معارك الاسلام المجيدة، لقد كان واثقا بربه كل الثقة أنه سبحانه وتعالى سيمنحه اياها، وهذا ما تجلى حين أصيب في بعض المعارك التي خاضها، كان يعتقد أصحابه انها اصابة الموت، الا أنه كان يقول لهم دوما: أنه يثقبربه بأنه سيموت شهيدا، هذا هو حدس المؤمن الصادق الواثق بالله كل الثقة. لأجلهذا الهدف كان جسورا مقداما شجاعا لا يهاب الموت، كيف يهاب الموت؟ وهوالذي يبحث عنه، ولأجل بحثه الدؤوب عن الموت لا عن النصر كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يبعده عن قيادة أي جيش، ذلك أنّ القادة يجب أن يبحث ونأول ما يبحثون عن النصر، ولذا كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يجد فيالبراء رضي الله عنه أنه لا يصلح لقيادة جيش أبدا. ويوم اليمامة وجيوش الاسلام تتهيأ للنزال وقف البراء رضي الله عنه وعيناه الثاقبتان كالصقر تتحركان بسرعة فوق أرض المعركة كلها وكأنهما تبحثان عن أصلح مكان لمصرع البطل. وبحد سيفه البتار والماحق كان هناك حصاد كثير يتساقط من دعاة الظلام والباطل ، من المشركين والمرتدين. وبمجردأن نادى خالد بن الوليد رضي الله عنه: الله أكبر، تنطلق الصفوف المرصوصةالى مقاديرها، وينطلق عاشق الموت البراء رضي الله عنه، وراح يجندل أتباعمسيلمة الكذاب بسيفه الماحق، وأمامه يتساقط المشركين والمرتدين تساقطأوراق الخريف الصفراء تحت وميض بأسه، لم يكن جيش مسيلمة هزيلا ولا قليلا،بل كان من أخطر جيوش الردة جميعا، وقد ردوا على هجوم المسلمين بانطلاق خطباءهم وزعماءهم يلقون الخطب الحماسية من فوق صهوات جيادهم كي يثبتوا جنودهم، ولأنّ البراء رضي الله عنه جميل الصوت جهوره، فقد ناداه القائد خالد رضي الله عنه وقال له: تكلم يا براء، فيصيح رضي الله عنه بكلمات تزلزل أرض ساحة المعركة، وتتأهب بصدق الحديث وقوته: يا أهل المدينة! لا مدينة لكم اليوم، انما هو الله والجنة. نعم يا براء! في هذه المواطن لا ينبغي أن تدور الخواطر حول شيء آخر سوى ذكرالله، حتى وان كانت المدينة عاصمة الاسلام، فما الفائدة المرجوة منها انهي وقعت تحت أيدي المرتدين والكفرة الملحدين؟ لا يجب على أحد ان يفكر فيالمدينة، لأنهم اذا هزموا فلن تكون هناك مدينة منوّرة، ولا عاصمة للاسلام، وانما عاصمة الشرك والكفر، وتسري كلمات البراء رضي الله عنه بين قلوب المسلمين المقاتلين المخلصين الشجعان والبواسل، سريان الاعصار الذي يجرفكل شيء من حوله، واستبسل المسلمون أيما استبسال، والمشركون يتساقطون أمامهم في حضيض هزيمة نكراء، ويتمكن المسلمون من دحر أنصار مسيلمة، مما يجعلهم يندفعون الى الوراء هاربين ليلوذوا الى حديقة كبيرة عالية الأسواريحتمون بها، وهنا علا البراء رضي الله عنه ربوة عالية وصاح: يا معشر المسلمين! احملوني على متاريسكم وألقوني في حديقتهم لأفتح لكم بابها،وللكن الصنديد البطل لم ينتظر لأن يحمله أصحابه على رماحهم ومتارسهم فيعتلي جدار الحديقة ويلقي بنفسه داخلها ويفتح بابها ليقتحمه جندالاسلام، وبهذا العمل البطولي الرائع يظفر المسلمين بقتل زعيم الكفروالضلال - مسيلمة الكذاب- وبمقتله يتزلزل أقدام جنوده فيفرون من ساحةالمعركة مولين الأدبار، ليحقق جيش الاسلام النصر المؤزر على كل من طغىوتجبّر. ان شروط النصر أربعة لا خامس لها: اقامة صلاة وايتاء زكاة وأمر بمعروف ونهي عن منكر ، وباختلال شرط منها يتأخر النصر حتى يستوفى، وهذا ما تجلى في قوله عزوجل: ولينصرنّ الله من ينصره، انّ الله لقوي عزيز* الذين ان مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهو عن المنكر ولله عاقبة الأمور. لأجل ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم يوما لأصحابه رضي الله عنهم بما معناه: ما تقولون اذا طغى شبابكم وفسدت فتياتكم؟ قالوا: أو كائن ذلك يومئذ يا رسول الله؟ أجاب عليه الصلاة والسلام: وأشد من ذلك سيكون، ثم قال: ما تقولون اذا لم تأمرون بالمعروف ولم تنهون عن المنكر؟ قالوا: أو كا ئن هذا يومئذ يا رسول الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: وأشد من ذلك سيكون، ثم قال: وما تقولون اذا نهيتم عن المعروف وأمرتم بالمنكر؟ قالوا: أو كائن هذا يومئذ يا رسول الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: والذي نفسي بيده لتأتين على الأمة فتنة تجعل الحليم منهم حيران. وأعودمن جديد الى عاشق الموت والذي نجده لا يزال دؤوبا في البحث عن الموت،ينطلق الى معركة أخرى من حروب العراق، حيث لجا جيش الفرس في قتال المسلمين بكل وحشية دنيئة يستطيعونها للنيل منهم، واستعملوا كلاليب من نار مثبته في أطراف سلاسل محماة بالنار، يلقونها على حصون المسلمين، فاذا علق أحدكلابها بمسلم، فتصرعه حرقا لعدم تمكنه من الفكاك منها فيهلك بها، وتسقطأحد هذه الكلاليب فجأة لتعلق بأنس رضي الله عنه، ولا يستطيع الفكاك من السلسة التي تتوهج لهيبا ونارا مستعرة، ويبصر الفدائي البطل البراء رضي الله عنه حال أخيه، فيصعد على سطح جدار الحصن، وبكلتا يديه يقبض علىالسلسلة المتوهجة، ويروح يعالجها في بأس شديد، حتى اذا قسمها وقطعها يكوناللحم قد ذاب من على كفيه لتغدوان هيكلا عظميا محترقا. وبلغ عاشق الموت داره أماآن لعاشق الموت أن يبلغ غايته ويحقق الهدف المنشود الذي سعى له طول حياته؟نعم ها هي الروح تتهيأ للصعود الى بارئها في عرس الشهادة التي طالماانتظرها، ففي موقعة تستر، حيث أهل الأهواز والفرس يحتشدون في جيش كثيف ليناجزوا المسلمين، فكتب أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه الى أمير الكوفةسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما يأمره أن يرسل جيشا الى الأهواز، ويكتبالى أمير البصرة أبو موسى الأشعري رضي الله عنهم في البصرة ويأمره أنيرسل جيشا الى الأهواز، وجاء رضي الله عنه في رسالته: أن اجعل أمير الجند سهيل بن عدي، وليكن معه البراء بن مالك المستجاب الدعوة. ويكون الأخوان أنس والبراء رضي الله عنهما من بين جند الاسلام، ومع بداية الحرب يصرع البراء رضي الله عنه 100 فارس، ثم يطلب المسلمون من البراء أن يدعوالله لهم بالنصر، فيرفع البطل كلتا ذراعيه الى السماء داعيا مولاه عزوجل: اللهم امنحنا أكتافهم وانصرنا عليهم وألحقني بنبيك صلى الله عليه وسلم. ولأن الدعاء عند التحام الصفوف مستجاب كما أخبرنا الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم، يستجيب الله تعالى لهم وينتصر المسلمون نصرا مؤزرا مكللا بالورود،ووسط شهداء المعركة ، كان هناك عريسا يتوسط أرض المعركة، تعلو على محياه ابتسامة هادئة كضوء الفجر، ويمناه تقبض على حثوة من تراب مضمخة يديه الطاهرتين، لقد بلغ المسافر داره.فرضي الله عن أنس والبراء وعن صحابتهما وصلى الله وسلم على من رباهم. ما أصبت به فمن الله عزوجل وحده, وما أخطأت فمن نفسي الخاطئة ومن الشيطان لا تنسونا من دعوة خفية صادقة ولكم مثلها ان شاء الله تعالى
| |
|