اسد البراري المدير العام
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 466 نقاط : 1134 تاريخ التسجيل : 13/10/2010 العمر : 63 الموقع : https://sanabel.ahlamontada.net
| موضوع: أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه السبت أكتوبر 30, 2010 8:15 pm | |
| أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه
رجل اكرمه الله عزوجل بشرف ضيافة النبي صلى الله عليه وسلم هوخالد بن زيد بن كليب من بني النجار، وقد رفع الله من شأنه وذكره بأن اختاربيته من دون بيوتات المسلمين في المدينة ليكون أو منزل يقيم فيه الرسولصلى الله عليه وسلم بعد دخوله المدينة مهاجرا اليها من مكة. فوزه بشرف الضيافة بعدمادخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قادما من مكة مهاجرا اليها تلقوه أهلها بالترحاب، فتلقته قلوب أهلها بأكرم ما يتلقى به وافد، وتعلقت اليه عيونهم تبثه أشواق الحبيب لحبيبه، فتحوا له قلوبهم وشرّعوا له أبواب بيوتهم لينزل فيها أعزّ منزل، وفور دخوله صلى الله عليه وسلم المدينةراكبا ناقته القصواء, هرع حوله كل سادات يثرب لعل واحدا منهم يحظى بشرفنزول النبي صلى الله عليه وسلم ليحل ضيفا عنده، الا أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتذر لهم قائلا: اتركوها فانها مأمورة،وتظل الناقة ماضية في طريقها الى غايتها والعيون كلها تتبعها وتتبع أثرهالترى من سيكون سعيد الحظ الذي سيحظى بهذا الشرف العظيم، حتى اذا بلغت ساحةأمام دار أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه فبركت عنده، عند ذلك غمرت الفرحةقلب أبو أيوب رضي الله عنه، وبادر يرحب برسول الله صلى الله عليه وسلم ويحمل متاعه وكأنه يحمل كنوز العالم قاطبة، ومضى به الى بيته المؤلف مندورين، ليختار النبي صلى الله عليه وسلم الدورالأرضي كي لا يشق على أبوايوب، الا أنّ أبو أيوب لم يكن ليسعد باختيار النبي صلى الله عليه وسلم للدور الأرضي، لماذا؟ لأنه لم يكن ليتصوّر أبدا أن يكون النبي صلى اللهعليه وسلم، قائما يصلي أو حتى نائما وهو يعلوه في السكنى، وظل يلح علىالنبي صلى الله عليه وسلم لينتقل الى الدور الثاني ولم يطمئن قلب أبو أيوبويطمئن باله حتى حظي بموافقة النبي صلى الله عليه وسلم وانتقل اليه. سبعةأشهر كاملة والرسول صلى الله عليه وسلم في ضيافة أبو أيوب رضي الله عنه،حتى اذا اكتمل بناء مسجده الشريف ومن حوله حجراته انتقل اليها صلى اللهعليه وسلم مع نساءه أمهات المؤمنين رضي الله عنهن. حبه للجهاد رضي الله عنه منذبدأت قريش تتذمر من الاسلام وتشن غاراتها على دار الهجرة بالمدينةالمنورة، وتؤلب القبائل وتجيّش الجيوش محاولة اطفاء نور الحق، وأبو أيوبرضي الله عنه يحترف صناعة الجهاد في سبيل الله تعالى، ففي بدر وأحدوالخندق، وفي كل المغازي والمشاهد، كان البطل هناك بائعا نفسه وماله للهرب العالمين. موقفه من فتنة على ومعاوية رضي الله عنهم ولماوقع الخلاف بين الامام علي ومعاوية بن أبي سفيان، وقف أبو أيوب مع علي دونتردد، ولما قتل الامام علي وانتهت الخلافة لمعاوية ، وقف أبو أيوب بنفسهالزاهدة الصامدة التقية لا يرجو من الدنيا سوى أن يصل له مكان فوق أرضالوغى، وراح يبحث عن استشهاد عظيم وجنة عرضها السموات والأرض. وفاته رضي الله عنه وكانله ما أراد، فعندما نادى مناد الجهاد أن حيّ على الجهاد صوب القسطنطينية بقيادة يزيد بن معاوية، ركب أبو أيوب رضي الله عنه ابن الثمانين عاما فرسهولبى النداء، وفي هذه المعركة أصيب اصابة قاتلة، فيعوده يزيد بن معاويةقائد جيش المسلمين وأنفاسه تسابق أشواقه الى لقاء الله، فسأله القائد: ماحاجتك يا أبا أيوب؟ أجابه وهويجود بروحه الطاهرة شيئا يعجز ويعيي كلتصوّر، وكل تخيّل لبني الانسان، لقد كان طلبه رضي الله عنه: اذا هو مات أنيحمل جثمانه فوق فرسه ويمضي به الى أبعد مسافة ممكنة في أرض العدو، الىأبعد غاية، وان يحملوه معهم ويدفنوه تحت أقدامهم عند أسوار القسطنطينية،رغبة منه في أن يسمع صوت حوافر خيول المسلمين فوق قبره، فيدرك ساعتئذ أنجيش المسلمين قد أدرك النصر، ويلفظ رضي الله عنه أنفاسه الأخيرة الطاهرة،وينجز يزيد وصية أبو أيوب رضي الله عنهما فيحملوه على ظهور جيادهم، حتىاذا بلغوا أسوار القسطنطينية حفروا له قبرا وواروه الثرى. فيقلب القسطنطينية (اسطنبول اليوم) ووري جثمان رجل عظيم، وحتى قبل أن يغمرالاسلام تلك البقاع، كان الروم أنفسهم ينظرون الى أبي أيوب رضي الله عنهفي قبره نظرتهم الى قدّيس. وقد ذكر المؤرخون الذين يدونون الوقائع التاريخية أن الروم كانوا يتعاهدون قبره رضي الله عنه، ويزورونه ويستسقون به اذا قحطوا. اذهبوابجثماني بعيدا بعيدا في أرض الروم وادفنوني هناك، كان رضي الله عنه يؤمنبالنصر، وكان يرى بنور بصيرته هذه البقاع وقد أخذت مكانها بين واحاتالاسلام، ودخلت مجال نوره وضياءه، ومن ثم أراد أن يكون مثواه هناك فيعاصمة تلك البلاد حيث ستكون المعركة الأخيرة الفاصلة، وحيث يستطيع أنيتابع المعركة من تحت ثراه الطيب، ويتابع زحف جيوش الاسلام في زحفها فيسمع خفق أعلامها، وصهيل خيلها، ووقع أقدامها، وصلصلة سيوفها، وها هو اليوم لثاو أبو أيوب رضي الله عنه هناك لا يسمع لا صلصلة سيوف، ولا صهيل خيول،فقد قضي الأمر واستوى كل شيء على الجودي منذ أمد بعيد، لكنه يسمع كل يوممن صبحه الى مساءه صوت الحق يعلو من فوق المآذن المشرعة في الأفق، روعةالآذان الله أكبر ألله أكبر أشهد أن لا اله الا الله أشهد ان محمدا رسول، وتجيب روحه المطمئنة في دار خلدها وسنا مجدها هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله العظيم ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. فرضي الله عن أبو أيوب وعن صحبه وصلى الله وسلم وبارك على من رباهم. ما أصبت به فمن الله عزوجل وحده , وما اخطأت به فمن نفسي الخاطئة ومن الشيطان لا تنسونا من دعوة خفية بظهر الغيب ولكم مثلها ان شاء الله تعالى
| |
|