اسد البراري المدير العام
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 466 نقاط : 1134 تاريخ التسجيل : 13/10/2010 العمر : 63 الموقع : https://sanabel.ahlamontada.net
| موضوع: قصة نزول القرآن الكريم الأربعاء أكتوبر 27, 2010 6:32 pm | |
| قصة نزول القرآن الكريم قصص القرآن الكريم نَحْنُ نَقُصُّ عليكَ أحسنَ القَصَصِ بِما أوْحَيْنا اليكَ هذا القُرآنِ انّ أول آيات القرآن الكريم نزولا كانت سورة العلق
اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق * اقرأ وربك الأكرم* الذي علم بالقلم* علم الانسان ما لم يعلم
قبل أن نستعرض قصة نزول وحي السماء جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء, أود ان أسرد للقارىء عجائب هذا الغار الذي ضم بين حناياه أطهر جسد وأعظم انسان عرفته البشرية على امتداد عصورها.
غار حراء يقع في قمة جبل حراء الواقع في مكة على يسار القاصد مدينة الطائف, وصعود هذاالجبل الذي يطلق عليه اليوم اسم جبل النور ودخول الغار يحتاج الى جهد خارقووقتا طويلا حتى يصل الواحد منا الى قمته, ومن ثمّ يدلف الى الغار علىالرغم من أنه بات الآن معبّدا من اسفله الى أعلاه , ومتى وصلنا الى قمةالجبل نكتشف المكان الذي سطرت فيه مقدمة الفصل الأول من تاريخ الدولةالاسلامية.
لكم نتمنى لو أنّ للجبل لسانا لينطق, أو فما ليتكلم, عندها سنسمع منهما عن قصة صفحات التكوين والبداية, بداية اقرأ باسم ربك الذي خلق, ما أروعها منبداية, وما أجله من اسم عظيم.
جبل حراء له أسماء عديدة: جبل حراء, جبل النور, جبل الاسلام, جبل القرآن, والآن يعرف بجبل النور, وارتفاعه 642 مترا, الا أنه شاق على من يصعده لكثرة تعرجاته وانحداراته الشديدة وخاصة من ارتفاع 380 حتى 500 منه, وهو أخطر انحدار في الجبل بحيث اذا لم يكن صاعد الجبل يقظا تزلق قدمه في هوي جثة هامدة, ثم منارتفاع 500 متر يستمر بانحدار قائم الزاوية حتى قمته في شكل جرف, وتبلغ مساحة الجبل 525 كم مربع.
يقع جبل حراء في الشمال الشرقي لمكة المكرمة, وفي أعلاه يقع الغارالذي احتضن خلوات خاتم الأنبياء والمرسلين النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته المباركة, وفي ليلة مباركة وشهر مبارك تم اول لقاء مع وحي السماء جبريل عليه السلام حاملا له بشرى النبوة لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم تمهيدا لحمل الرسالة الخالدة رسالة الاسلام الذي ختم الله عزوجل به رسالاته السماوية الى الثقلين الانس والجن.
ويذكر ان جبل حراء جبلا متميزا فريدا لا يشبهه جبل آخرا في الدنيا كلها, فقمته كسنام الجمل أو كالقبة الملساء, وفي قلوب المسلمين عاطفة خاصة نحو هذا الجبل رغم قلة المعلومات المتوافرة عنه.
يشرف جبل حراء على أباطح مكة المكرمة, ويبعد عن المسجد الحرام حوالي 10 كم, يتميز بشكله الصخري الذي لا تخطئه عين من يقصده, خاصةالمتجه الى مدينة الطائف, وهو جبل مبارك, وهو احد الجبال الخمسة التي بنىبها أبو الأنبياء ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام الكعبة المشرفة.
[/b] وعن قوله تعالى: واذ يرفع ابراهيم القواعد قال قتادة رضي الله عنه: أنه بناه من خمسة أجبل _طور سينا, وطور زيتا, جبل لبنان, الجودي, وجبل حراء, وذكر أن قواعده من جبل حراء. وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لما تجلى الله عزوجل للجبل طور سيناء تشظى فطارت لطلعته ثلاثة أجبل فوقعت بمكة, وثلاث اجبل فوقعت في المدينة فوقع بمكة حراء وبثير ونور, ووقع في المدينة أحد وورقان ورضوى.انّ الناظر الى الجبل يشعربفيض روحاني يغمره, شديد الوعورة, ليس له الا ممر واحد يوصلك الى غارحراء, ارتفاعه شاهقا من ناحية الجنوب الغربي, وتحوطه بيوت من كل جانب,ومعظم سكان جوانبه من قبيلة هذيل العربية الأصيلة.ومتى وصلت الى قمة الجبل يتملككالعجب حين تفاجىء بجمل واقف على حرف شاهق في هذا العلو من الجبل وهو بكاملزينته, يعمل عليه أحد االأسيويين الذين يكسبون قوتهم من ظهر هذا الحيوانعن طريق أخذ صورة تذكاريه لزوار الجبل.لن ترى منظرا بكلهذا البهاء والجمال لمكة المكرمة مثلما ترى من أعلى هذا الجبل, أحياءسكنية مبثوثة عبر الأودية والبطاح وسفوح الجبال, يغلب عليها لون البياضمما يزيدها ألقا وجمالا, وفي أعلى الجبل مصلى لا يتسع الا لامام وثلاثةمصلين خلفه, بجانب استراحة صغيرة تبيه القهوة والشاي وتهب عليك من كلالجهات نسمات باردة تنسيك مشقة الصعود. يقع غار حراء على اليسارمن قمة الجبل, وهو عبارة عن فجوة بابها باتجاه الشمال, طوله حوالي اربع اذرع, وعرضه حوالي ذراعان, وارتفاعه حوالي ثلاثة اذرع, والداخل اليه يكون متجها للكعبة المشرفة مباشرة.مدخل الغار عبارةعن صخور كبيرة متراصة فوق بعضها البعض, بينها فجوة صغيرة شديدة الضيق بطولنحو ثلاثة أمتار, تجتازها بشكل أقعواني يتناسب مع تكون الصخور الغريبة,وهي مسننة ومدببة كأنها مزلاج, والداخل عبرها بمثابة المفتاح, ومن غريب مايروى أنه مهما كان حجم الداخل اليه طولا وعرضا فلن يعجز عن الدخول, ولعلهذا الأمرهو من أسرار هذا المكان المبارك. وما أن تدخل الى المدخلالعجيب حتى ترى صخرة مستوية تكفي لجسد انسان متمدد على يسار الداخل للجبل,وهناك باحة ضيقة مغطاة بسقف الجبل تحمي ساكنه من برد الليل وحر النهار,وعلى بعد خطوات من الغار هناك ساحة صغيرة مفتوحة تشاهد منها السماء وتطلمنها على الأودية بجانبيها الغربي والجنوبي من الجبل, ولا تتجاوز مساحتهاالكلية عن ستة امتار مكعبة, وفي اتجاه القبلة تشاهد غار حراء.والغارعبارة عن تجويف صغير داخل حجارة عظيمة رصّت بعناية الخلاق العليم الذيأحسن كل شيء خلقه, تعلوها فتحتان في الجانب الأيمن تجددان هواء الغار منناحية, وليانس الناظر من احداها برؤية مناراتالمسجد الحرام وهي شامخة في عنان السماء وكأنها تخاطب الغار وتطمئنهبالنداء الخالد الذي أول ما نادى به مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم : بلال بن رباح الحبشي رضي الله تعالى عنه وأرضاه, اللهأكبر الله اكبر, وتشم في الغار المسك والطيب يعبق من جدرانه , وتتراءى لكفور دخولك هذا المكان الطاهر والمبارك اول سطور الاسلام الخالد, ففيه خلوةالنبي صلى الله عليه وسلم كانت, وفيه ملاذه وتأمله وتفكره صلى الله عليه وسلم, وهنا نزل وحي السماء وسيد الملائكة الأمين جبريل عليه السلام , والى هنا جاءت السيدتين الطاهرتين أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم تحملن زوادات الطعام والماء للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم المنقطع عن صخب العالم وسغبه, وعن باطل قريش وشركهم, وتارة أخرى للحبيب صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار رضي الله تعالى عنه, وفي هذا المكان الطاهر يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم لصاحبه رضي الله عنه عندما لمس منه خوفه وقلقه عليه, مما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يثبته ويسكنه ويهدئه بقوله : ما ظنك يا ابا بكر باثنين الله ثالثهما ! وهذا ما تجلى في قوله تبارك وتعالى : الاتنصروه فقد نصره الله اذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن انّ الله معنا, فأنزل سكينته عليه وأيده بجنود لمتروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى, وكلمة الله هي العليا, والله عزيزحكيم. ليسهناك مكانا مهيئا للعبادة والاعتكاف والعزلة بأفضل من هذا الغار, فهو أشبهبمسكن صغير يشتمل على غرفة للمبيت, وباحة للنقاهة, ومصلى للتبتل والعبادة , كما انه لا يخلو من دلالات واضحة تحمل معنى العلو والسمو والرفعة للنبي صلى الله عليه وسلم, حتى في مجرد اختباءه والفرار بدينه هربا وفرارا من ظلم قريش لمعتقده الجديد , وأينما مددت بصرك هنا وهناك, ستحاصرك أسئلة كثيرة, من بينها: من دلّ النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الغار الغامض المستتر؟ وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يصعد اليه رغم علوه وارتفاعه ووعورة الطريق المؤدية اليه؟ وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعيش فيه قبل بعثته بالرسالة في هذا المكان المنزوي عن العالم الموحش ليله؟ وكيف كان يقضي وحشة الليل في سكونه وظلامه طيلة كل تلك السنوات وعلى هذا الارتفاع السحيق؟ عبثاتحاول أن تستوعب مدى قوة هذه الارادة والصلابة ورباطة الجأش , لا ريب انّغموض الأمر وأسراره قد تفسره لنا الفيوض الروحيّة التي تعبق اجواء المكان,هذا المكان الطاهر الذي نعم لسنوات بجوار النبي صلى الله عليه وسلم , وملامسةجسده الطاهر الشريف, والمعزز بنصوص القرآن الكريم, وعين المكان الذي تمّفيه اول لقاء بين صفوة خلق السماء وسيد الملائكة جبرل عليه السلام, وبينصفوة خلق الله وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم, مستهلا لقاءه عليه السلام به قائلا له صلى الله عليه وسلم: اقرأ!ما انا بقارىء.اقرأ!ما انا بقاريء. اقرأْ باسمِ ربّكَ الذي خلَقَ* خلقَ الانسانَ منْ عَلَقٍ* اقرأْ وربُّكَ الآكرم* الذي علّمَ بالقلمِ* علّمَ الانسانَ ما لمْ يعلَمْانّكل ما يمكن قوله أنه في صحن الجبل هناك بقعة اختارها النبي صلى الله عليهوسلم لتعبّده قبل البعثة المباركة والتي كرمها الله بجعلها المكان الذيفيه اول نزول أشرف الكتب السماوية اطلاقا " القرآن الكريم " في أشرف ليلة اطلاقا هي ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر, قال الله عزوجل: انّاأنزلناهُ في ليلةِ القدْرِ* وما أدراكَ ما ليلةُ القدْرِ* ليلةُ القدْرِخيرٌ مِنْ ألفِ شهرٍ* تنزّلُ الملائكةُ والروحُ فيها باذنِ ربِّهمْ مِنْكُلِّ أمرٍ* سلامٌ , هيَ حتى مَطلعِ الفجْرِ
وقال تبارك وتعالى في سورة الدُخان: انّاأنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ* انّا كُنّا مُنذرينَ * فيها يُفْرَقُ كُلُّأمرٍ حكيمٍ * أمراً مِنْ عندِنا انّا كُنّا مُرسِلين* رحمةً مِنْ ربكَانّهُ هوَ العزيزُ الرحيم
وانّ خير من يروي لنا قصة نزول وحي السماء جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم, أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها فتقول رضي الله عنها: أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم, فكان لا يرى رؤيا الا جاءات مثل فلق الصبح, ثم حبّب اليه الخلاء,فكان ياتي غار حراء فيتحنث فيه (يتعبّد فيه)الليالي ذوات العدد, ويتزوّد لذلك, ثم يرجع الى خديجة فيتزوّد لمثلها حتىفجأه الوحي وهو في غار حراءو فجاء الملك فيه, فقال: اقرأ! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فقلت:ما أنا بقاريء, فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ!فقلت: ما انا بقاريء, فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد, ثم ارسلني, فقال: اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ علم الانسان ما لم يعلم" قالت رضي الله عنها: فرجع بها ترجف بوادره, حتى دخل على خديجة فقال: زملوني زملوني,فزملوه حتى ذهب عنه الروع, فقال: يا خديجة: مالي؟ وأخبرها الخبر, وقالك قدخشيت على نفسي, فقالت له: كلا! أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا, انك لتصل الرحم, وتصدق الحديث, وتحمل الكلّ, وتقري الضيف, وتعين على نوائب الحق, ثمانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل وهو ابن عم خديجة أخي ابيها,وكان امرأ تنصّر في الجاهلية, وكان يكتب الكتاب العربي, وكتب بالعربية منالانجيل ما شاء الله أن يكتب, وكان شيخا كبيرا قد عمي, فقالت خديجة: أي ابن عم! اسمع من ابن أخيك, فقال ورقة: ابن أخي
ما اصبت به فمن الله وحده, وما اخطأت فمن نفسي الخاطئة ومن الشيطان لا تنسونا بدعوة صادقة في ظهر الغيب ولكم مثلها ان شاء الله تعالى | |
|