اسد البراري المدير العام
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 466 نقاط : 1134 تاريخ التسجيل : 13/10/2010 العمر : 63 الموقع : https://sanabel.ahlamontada.net
| موضوع: قصص القرآن الكريم الأربعاء أكتوبر 27, 2010 12:30 am | |
| ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري
قصص القرآنالكريم
نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا اليك هذا القرآن
تمهيد
انّالحمد لله وحده لا شريك الله, نحمده سبحانه وتعالى ونتوب اليه ونستغفره,ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومنيضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له, وأشهد أنّمحمدا عبده ورسوله, وأنّ عيسى بن مريم عبد الله ورسوله, وكلمته ألقاها الىمريم وروح منه, اللهم اني أشهد أن الجنة حق والنار حق. وبعد, فانّ خير الحديث كلام الله تبارك وتعالى, وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم,وشر الأمور محدثاتها, وانّ كلّ محدثة بدعة, وانّ كل بدعة ضلالة, وانّ كلّ ضلالة في النار. القصصفي القرآن الكريم تنوعت وتعددت, فمنها ما كان من قبيل الأمثال, ومنها ماكان توثيقا لأحداث تاريخية, ومنها ما تضمّن جوانب دينية او تعليمية أونفسية أو اجتماعية, أو حربية, او سياسية, ومنها ما حمل لغة رمز أو اشارة,ومنها ما أخذ شكل الوعظ والترغيب والترهيب. وقبل أن أتناول هذه القصص العظيمة بعظمة الخلاق العظيم تبارك وتعالى, يجب التأكيد على أنّ القصص القرآنية هي قصص حقيقية لا تقبل التأويل أبدا, والقرآن الكريم عندما يسرد قصة ما, يجب أن نؤمن بصحة جميع أحداثها, لأنها من سرد الخالق سبحانه وتعالى, ومن ينكرها فهو جاحد كافر قطعا. والقصةالقرآنية تختلف كثيرا عن القصة الأدبية شكلا ومضمونا, اذ لا دخل للخيالوالوهم في القصة القرآنية, هذا عدا على أن القصة القرآنية تهدف الى نتيجةحتمية يستفاد منها سواء على المستوى الديني أو العقائدي أو الفقهي البحت. انّ القصص القرآنية موزعة على سور القرآن الكريم كله, ولم تكتمل قصة في القرآن الكريم في سورة واحدة الا قصة يوسف عليه الصلاة السلام. للوهلةالأولى قد يتهيأ لقاريء القرآن الكريم أنّ هناك تكرارا في سرد القصصالقرآني, الا أنه عندما يمعن التبحّر بآيات الله تبارك وتعالى سيجد أنّالمولى عزّوجل لم يكرر قصة ما كأحداث, بل سيجد شيئا جديدا في كل تكرار,وأنّ هناك شيئا ما قد حدث لم يذكر في مكان آخر, لأجل ذلك كلما أقبلنا علىتلاوة القرآن الكريم نجد أنفسنا وكأننا نقرأه لأول مرة, مع أننا نكون قدقرأناه عشرات المرات, وهنا تتجلى معجزة هدا الكتاب العظيم الدي لا يأتيهالباطل أبدا, وأكبر مثال على ذلك قراءتنا لسورةالفاتحة في اليوم الواحد لا يقل عن سبعة عشرة مرة وفي كل مرة نجد حلاوة فيقراءتها تختلف عن ذي قبلها, وهذا من وحي الاعجاز اللغوي للقرآن الكريم. انّ عدد القصص القرآنية التي تناولتها دراستي هذه تتجاوز الأربعين قصة قرآنية أبدؤها بقصص الزهراوين (البقرة وآل عمران) والتي تناولت 13 قصة, عشر قصص منها وردت في سورة البقرة وحدها وثلاثة قصص وردت في سورة آل عمران, ومنيقرأ قصص القرآن العظيم عامة وقصص الزهراوين خاصة بتمعن وادراك وتدبروتركيز ووعي, يستطيع استيعاب الكثير من معاني هاتين االسورتين العظيمتيناللتين قال عنهما النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأوا الزهراوين فانهمايأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان, أو كأنهما فرقان من طيرصواف يحاجان عن أهلهما يوم القيامة, ثمّ اقرؤوا البقرة , فانّ اخذها بركة,وتركها حسرة, ولا تستطيعها البطلة (اي السحرة). ذلكأنّ هناك قسطا وافرا من آيات الله البينات في القرآن الكريم تتمحور حولالقصص والسرد التاريخي, وكلها تنطق بالعبرة والحكمة والموعظة الحسنة, كماأنه في جانب منها تعطي أحكاما شرعية, وتقنن نظاما يبطل ما تعارف عليهالجاهلون, ولا أقصد بالجاهلية هنا جاهلية ما قبل الاسلام, , وانما جاهليةأمم كثيرة في هذا العالم الفسيح والتي ضلت طريقهاعن سبيل الحق وحادت عنجادة الصواب, وتنكرّت لرسالات الله تبارك وتعالى ورسله, فانحرفت عن جادةالصراط المستقيم, وأوردت نفسها وشعوبها موارد الهلاك, وحقت عليها كلمةالعذاب من الله سبحانه وتعالى في الدنيا قبل الآخرة, والتي عذابها أشدوأبقى. انّ التاريخ مدرسة ذات منهج ومادة علمية تربوية, وقصص القرآن الكريم ليست قصصا تروى للتسلية, وانما هي لاستخلاص العبرة والحكمة والموعظة الحسنة, والا فما قيمة الحدث والنتيجة ان لم يكن اصلاح؟ انّالتاريخ ليس متحفا أو دار آثار, انه شاهد حيّ لمن يريد أن يفهم ويستوعبويتعمق ويتأثر ويتفكر, ومن ثمّ يكون حافزا للانسان على ما وصل نفسه بأمسهوغده في كل لحظة من لحظات عمره, وكل ساعة من ساعات حياته. من هذا المنطلق, كان الباعث لي على كتابة قصص القرآن الكريم والتي معظمنا يجهلها تماما, كجهله بالمناسبات الدينية والأشهر القمرية ورموز صحابة النبي صلى الله عليه وسلم , وبأمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين . علىحين كثير من المسلمين يستذكر أشياء لا تمت بالدين بصلة ويجهل على سبيلالمثال عدد سور القرآن الكريم؟ وان سألته عن عددها ينظر اليك مشدوها ومنثم يقول: أنا لا أدري ماذا أكلت بالأمس لتسألني سؤالا كهدا! نعم! هو كذلك لأنّ الوازع الديني بين الأسر المسلمة ليس ضعيغا فحسب بل يكاديكون مفقودا بعدما اصابها بالوهن, والوهن كما أخبرنا عنه النبي صلى اللهعليه وسلم هو حب الدنيا ونسيان الآخرة, ومن يعتقد من الآباء والأمهات أنه ناج من سؤال رب العزة تبارك وتعالى عن الأمانة الموكلة اليه يكون على خطأ, ذلك أن الله تعالى يقول في كتابه الكريم فوربك لنسألنهن أجمعين * عما كانوا يعملون وقوله تعالى : وقفوهم انهم مسئولون يدور حول الأمانة الموكلة الينا, وهي الرعية وما قوله: صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الاتأكيدا لما جاء في القرآن الكريم والذي وضعناه خلف ظهورنا على الأرففلتتجمع عليه الغبار ولا نتفقده الا في شهر رمضان وكأن الله تعالى قد انزلالقرآن الكريم لهذا الشهر فقط . حتىعندما نحضر الجلسات الدينية وخطب الجمعة تكون آذاننا حاضرة دون قلوبنابحيث ما أن نخرج من المسجد حتى نكون قد نسينا فحوى الخطبة, ونبقى نحاول أننتذكر موضوع الخطبة التي سمعناها, بينما حين نرى مسلسلا أو فيلما تبقىأحداثه عالقة في أذهاننا لسنوات طويلة, أليس هدا هو واقعنا المزري أم اننيأفتري على الأمة؟ انّ الأمة بأسرها وبالاجماع مبتلاة بهوس المسلسلاتوالأفلام التي تأخد حيزا كبيرا في حياتنا تجعلنا نسلق صلاتنا سلوقةوننقرها نقرا كما ينقر الغراب الحبة دون أن ندري هل رفعت أم لم تتجاوزتراقينا, وهل تلاوتنا لكتاب الله تعالى رفع أجرهأم بقي في الدنيا , كل ذلك من أجل عيون المسلسلات أوحتى لا يفوتنا مشهدامن مشاهده, وقد يغضب أحدنا والديه أو أحد أبناءه أو زوجته من أجل عيونالمسلسل, وان كنتم تعتقدون أن الله غافلا عما نعمل نحن الظالمون أنفسناتكونوا مخطئين, والحمد لله تعالى أن قال والكافرون هم الظالمون ولم يقلوالظالمون هم الكافرون لهلكنا جميعا لأننا جميعنا ظالمين لأنفسنا ولمنحولنا, ولو أننا نعلم أنّ الله عزوجل يبغض العابد اللاهي وأنه لا يستجيبلدعاءه لربما بات حالنا أفضل. لقدحاولت قدر المستطاع ألا أتبع أسلوب الدمج بين قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وبين غيرها من القصص القرآني, مع أنه قد تمتزج وتختلط قصة من القصصالقرآنية بحياة نبي من الأنبياء عليهم الصلاة السلام, وهذا لا شك فيه, وهوليس تقصيرا أو اهمالا, لا سمح الله, وانما اكتفاء, حتى لا أقع في التكرار حول المعنى الواحد, او الحكم الشرعي الواحد. وختاما, أرجو لبحثي القيّم هذا, حسنالقبول عند المولى عز وجل, آملا منه تبارك وتعالى أن يجعله في ميزانحسناتي يوم القيامة, في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من أتى اللهبقلب سليم. ما هي القصة؟ ولماذا بحثها القرآن الكريم القصة في اشتقاقها اللغوي: هي الكشف عن آثار مضت أحداثها. والقرآنالكريم بحثها وتناولها كي يرضى المؤمن بالله تعالى ربا وبالاسلام ديناوبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا, وكي يلمّ بكل شيء عن الأممالسابقة, ذلك أنّ رجال التاريخ مهما تحروا الصدق في تسلسل الأحداث فلنيكونوا ولو بجزء الجزيء من صدق الخالق تبارك اسمه وتعالى جده, لا اله الاهو له الأسماء الحسنى, سبحانه وتعالى عما يشركون. وما اعادة عرضها الا كنوع من التذكير بها بعدما غفلنا عن كتاب الله تبارك وتعالى وأخذتنا الحياة بمشاغلها ومشاكلها وبعدما ركنا للوهن الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم حب الدنيا ونسيان الآخرة. اللهمّردنا الى دينك ردا جميلا واجعلنا من عبادك الصالحين وتوفنا مسلمين وألحقنابالصالحين واجعلنا من ورثة جنة النعيم, انك على ما تشاء قدير وبالاجابة يامولانا جدير, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. ملاحظات لا بد من التنويه اليها:
* كل لون أزرق يعني قول الله تعالى من قرآن كريم أو حديث قدسي جليل. * اللون البني الفاتح يشير الى قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. * اللون الأخضر يشير الى أقوال الصحابة رضوان الله تعالى عليهم. * المراجع المستخلص منه بحث القصص القرآني كله:
تفسير ابن كثير…. تفسير الطبري… تفسير القرطبي… رواة الحديث الستة.. تفسير الطبراني….. الأئمة مخرجي الأحاديث: مالك والنسائي والترمذي وأحمد والحافظ أبو يعلي والشيخان وابن جرير.. رحمهم الله أجمعين ونفعنا الله بعلمهم.
* سيجد القاريء الباحث عن المعرفة أنالقصص القرآنية متسلسلة حسب ترتيب السور القرآنية في الكتاب الكريم… وأنّكل قصّة تندرج تحت السورة التي وردت فيها القصة كي تسهّل على القاريء العودة اليها بسهولة متى أراد.
قصص سورة البقرة
قال صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا البقرة فانّ اخذها بركة, وتركها حسرة, ولا تستطيعها البطلة (السحرة) ورد في سورة البقرة عشر قصص قرآنية هنّ على التوالي:
1- قصة الأسماء والمسميات الحياتية 2- قصة هبوط آدم عليه السلام 3- قصة بئر زمزم المبارك 4- قصة بناء الكعبة المشرفة 5- قصة بقرة بني اسرائيل. 6- قصة عداوة بني اسرائيل لجبريل عليه السلام 7- قصة الملكين هاروت وماروت والسحر 8- قصة تابوت بني اسرائيل 9- قصة الملك النمرود بن كنعان 10- قصة كيفية احياء الله تعالى للموتى
1- قصة الأسماء والمسميات الحياتية وردت هذه القصة في سورة البقرة الآيات 31- 33 بقوله تبارك وتعالى:
وعلّمَآدمَ الأسماءَ كلها ثمّ عرضَهُم على الملائكةِ فقالَ أنْبئوني بأسماءِهؤلاءِ انْ كنتم صادقين* قالوا سبحانك لا عِلمَ لنا الا ما علّمتنا, انكأنت العليم الحكيم* قال يا آدم أنبئهُمْ بأسماءِهِمْ, فلما أنْباهُمْبأسماءِهِمْ قال ألم أقلْ لكم أني أعلمُ غيبَ السموات والأرضِ وأعلمُ ماتُبدونَ وما كنتمْ تكتمونَ انّ اسماء الأشياء التي نتعامل بها في حياتنا الدنيا مثل: أسماء اولادنا,واسماء الأشياء التي تلزمنا في حياتنا, وأسماء الحيوانات, كل تلك الأسماءكان الله تعالى قد علمها آدم عليه السلام ,ولولا انه سبحانه وتعالى علمهاآدم عليه السلام لاستحالت الحياة, اذ كيف لولاها سيكون خطابنا مع الآخري؟بل اذا كان أحدنا يرغب في الذهاب الى السوق, أو الى أي مكان, كيف سيفهّمالذي أمامه عن وجهته ان لم يكن يعرف اسم الجهة التي سيذهب اليها؟ لأجل ذلككان تعليم الله تبارك وتعالى الآسماء كلها لآدم عليه السلام نعمة من نعمالله تبارك وتعالى وآية من آياته. فعنابن عباس رضي الله عنهما قال عن هذه الآية أن الله تعالى علم آدم أسماءولده انسانا انسانا, وكذلك الدواب فقيل هذا الحمار, وهذا الجمل, وهذاالفرس. وقال الضحاك رحمه الله: علمه اسم كل دابة, وكل طير, وكل شيء. وعن سعيد بن جبير وقتادة وغيرهم رحمهم الله: انه علمه أسماء الأشياء كلها ذواتها وصفاتها وأفعالها.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: يجتمعالمؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا الى ربنا, فيأتون آدم فيقولون:أنت أبو الناس خلقك الله بيده, وأسجد لك ملائكته, وعلمك أسماء كل شيء,فاشفع لنا الى ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا. فدلّهذا الحديث على أنه سبحانه وتعالى علم آدم عليه السلام أسماء جميعالمخلوقات, ولهذا قال: ثم عرضهم على الملائكة, يعني المسميات, ثم عرضأصحاب الأسماء على الملائكة.
ما اصبت به فمن الله وحده, وما اخطأت فمن نفسي الخاطئة ومن الشيطان لا تنسونا بدعوة صادقة في ظهر الغيب ولكم مثلها ان شاء الله تعالى | |
|