اسد البراري المدير العام
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 466 نقاط : 1134 تاريخ التسجيل : 13/10/2010 العمر : 63 الموقع : https://sanabel.ahlamontada.net
| موضوع: قصص سورة يوسف- 3. اعادة لم شمل الأسرة الخميس أكتوبر 28, 2010 2:05 pm | |
| قصص سورة يوسف- 3. اعادة لم شمل الأسرة
3. قصة اعادة لم شمل يوسف عليه الصلاة والسلام بأسرته
ثم تمضي قصة يوسف عليه الصلاة والسلام في تطورتها وأحداثها وتسلسل وقائعها ويدخل السجن ويمكث بضع سنين ليخرج منه وقد اعتلى عليه الصلاة والسلام مكانة عالية في مصر, وتبوأ مكانة عالية ومقاما ساميا عند العزيز بعدما لمس صدقه وأمانته الأمر الذي جعله مسئولا عن خزائن الدولة كلها. وبعدما ألمت نازلة القحط بالناس واخوته من جملتهم لجئوا الى أخيهم يوسف عليه السلام يسألونه الطعام, وما أن رآهم حتى عرفهم على حين هم لم يعرفونه لأنهم لم يتوقعوا أبدا أن يكون أخيهم قد احتل هذه المكانة العالية, فأخفىيوسف عليه الصلاة والسلام الأمر, وفي بداية الأمر يتنكر لهم رغبة منه في أن يظفر بأخيه بنيامين ليكون الى جانبه, فطلب منهم أن يحضروا معهم أخوهم من أبيهم فيالمرات القادمة , والا يفعلوا فلن يبيع لهم شيئا, واحتاروا في أمرهم حولتلك الرغبة الملحة وكيف سيراو دون أباهم ببنيامين وقد جربهم أبوهم بيوسف عليه الصلاة والسلام من قبل وخانوا العهد ولم يحافظوا عليه, , وبعد أخذورد وذهاب واياب وتعب وعذاب استعان يعقوب عليه والسلام بالله عزوجل وأوكلله الأمر كله واستجاب لرغبتهم وهو يوصيهم بأخيهم خيرا, وهناك لفق يوسفعليه الصلاة والسلام تهمة السرقة لأخيه كي يبقيه عنده, وكان له ذلك,وعندما رجعوا قافلين الى أبيهم بدون أخيهم بنيامين ةقصوا عليه قصة السرقة,استسلم يعقوب عليه الصلاة والسلام لأمر الله وقال: بل سولت لكم أنفسكم أمرا, فصبر جميل..ثمقال: يا أسفى على يوسف , وهنا يقول سعيد بن جبير رحمه الله: لم بعط أحدغير هذه الأمة الاسترجاع, ألا تسمعون الى قول يعقوب عليه السلام: يا أسفا على يوسف!
استكان يعقوب عليه الصلاة والسلام للأمر وطلب من أبناءه أن يعودوا الى مصريتحسسّون (يتلمسون) أخبار يوسف عليه الصلاة والسلام وأخيه بنيامين, ولناوقفة قصيرة مع قوله يتحسسّون وليس يتجسسّون,والفرق بينها وبين يتجسسّون كبيرا, حيث التحسس هو التلمس ويكون دوما فيالخير على حين التجسسّ دائما يكون في الشرّ, وسألهم ألا يقنطوا من رحمةالله تعالى لأنه من يقنط من رحمته عزوجل فقد كفر. ولما دخلوا مصر ودخلوا على يوسف عليه الصلاة والسلام سائلين اياه ان يوفي يعطيهم ما كان يعطيهم من قبل بهذا المال القليل الذي لا يملكون غيره ةر يبخسهم شيئا وأن تردّ الينا أخانا, وهذاالمعنى يتجلى من قوله تعالى: وتصدّق علينا أي ردّ الينا أخانا بعفوك عنهرغم اساءته, فاخذت يوسف عليه الصلاة والسلام الرأفة والرحمة على أبيه واخوته بطلبهم ذاك وقال قوله تعالى: هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه .. عندها قالوا على سبيل الاستفهام وليس التيقن والجزم الأكيد: أأنك لأنت يوسف... ولأنّ الأنبياء معصومون عن الخطأ فقد ردّ عليهم: أنا يوسف وهذا أخي قد منّ الله علينا,فيردون عليه معترفين ومقرين له بالفضل والأثرة عليهم في الخلق والخلقوالسعة والملك, وأقروا له بأنهم قد أساؤوا اليه وأخطئوا كثيرا بحقه يومرموه بالبئر حقدا عليه وحسدا منه, فيرق قلب يوسف عليه الصلاة والسلام على اخوته ويقول لهم: لا عليكم من كل ما سبق, انّ الله يغفر الذنوب جميعا,وهذا ما عبّر عنه القرآن بقوله : لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين.
وبعدماعرف يوسف من اخوته ما حلّ بأبوه حزنا عليه وكمدا من يوم غيابه عنه وكيف طول البكاء قد أعمى عينيه, عندها تذكر يوسف عليه الصلاة والسلام القميص الذي ألبسه اياه أبوه عليهما الصلاة والسلام وطلب من أخوته أن: اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يات بصيرا.
حمل اخوته القميص ومضوا الى ديارهم قاصدين أباهم , وما ان أطلت القافلة على مشارف المدينة حتى كان وجه يعقوب عليه الصلاة والسلام قد تهلل بالسرور,وراح يجول في البيت ويتنقل في أرجاءه وهو يردد قوله تعالى: اني لأجد ريح يوسف,انه احساس النبوة الصادقة من جعله يشتم رائحة ابنه, الا أن أهله ممن كانوامعه البيت استغربوا مقولته الأمر الذي دعاهم لأن يقولوا قوله تعالى: تالله انك لفي ضلالك القديم,أي ما الذي تقوله وتتفتأ به وتهيم في هواك, ولا تدع الهم يدخل الى قلبك ونفسك, الا أنه التزم الصمت ولم يجادلهم في قولهم, فلكل شيء نهاية, وها هي الأيام ستأتي وغدا سيكتشف كل منهم من المتوهم هو أم هم, وحين وصل الأخوة,وترجلوا عن رواجلهم, ودخل البشير الذي يحمل القميص على أبيه فأخذه بلهفة وشوق وراح يشمه والدموع تنهل من عينيه الشريفتين فمسحت كل غشاوة السنين وسحابة الحزن والأسى ليعود اليه بصره بقدرة الواحد الأحد الفرد الصمد,ونظر الى جميع من حوله وقال ما عبّر عنه القرآن: ألم أقل لكم اني أعلم من الله مالا تعلمون* قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين* قال سوف أستغفر لكن ربي, انه هو الغفور الرحيم
ونهض الجميع مسرعين خفافا ناحية أرض مصر والشوق يحدوهم جميعا لرؤية يوسف عليه السلام وأخوه, فلما وصلوا اليها استقبلهم يوسف عليه السلام أيما استقبال وهم بدورهم ردوا له حفواته بهم وعفوه عنهم وانحنوا له معظمين حتى لامست أذقانهم الأرض ساجدين له, عندها تذكر يوسف عليه السلام رؤياه التي كان قد رآها فيصغره, وقال لأبيه عليهما السلام قول الله تبارك وتعالى: يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا. وهكذا شاءت قدرته سبحانه وتعالى بأن يجمع شمل هذه الأسرة الكريمة على الخير وصدق الله العظيم القائل: لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب, ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون. والله فوق كل ذي علم عليم.
| |
|