اسد البراري المدير العام
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 466 نقاط : 1134 تاريخ التسجيل : 13/10/2010 العمر : 63 الموقع : https://sanabel.ahlamontada.net
| موضوع: سورة البقرة- 4. قصة بناء الكعبة المشرفة الأربعاء أكتوبر 27, 2010 3:30 pm | |
| سورة البقرة- 4. قصة بناء الكعبة المشرفة
4- قصة بناء الكعبة المشرفة وردت هذه القصة في سورة البقرة في الايات الاربع التالية: 125- 128: يقول الله تبارك وتعالى في كتابه المكنون: وَإِذْجَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْمَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَوَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَوَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْأَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِالْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُإِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)وَإِذْيَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُرَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةًمُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَالتَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) انّ الله تبارك وتعالى قد حرّم مكة يوم خلق السموات والأرض, وعن جابرالله رضي الله عنه قال, سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحلّ لأحد أن يحمل بمكة السلاح. الآن نتابع حديث ابن عباس رضي الله عنهما: فلما أدرك زوّجوه امرأة منهم,وماتت أم اسماعيل, فجاء ابراهيم بعدما تزوّج اسماعيل يطالع تركته فلم يجداسماعيل, فسال امرأته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا, ثمّ سألها عن عيشهموهيئتهم, فقالت: نحن بشرّ, نحن في ضيق وشدّة, فشكت اليه, قال: اذا جاءزوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغيّر عتبة بابه, فلما جاء اسماعيل كأنهأنس شيئا, فقال: هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم! جاءنا شيخ كذا وكذا فسألنيعنك فأخبرته, وسالني كيف عيشنا, فأخبرته أننا في جهد وشدّة, قال: فهلأوصاك بشيء؟ قالت: نعم, امرني أن اقرأ عليك السلام, ويقول غيّر عتبة بابك,قال: ذاك أبي وقد أمرني أن افارقك فالحقي بأهلك, وطلقها وتزوج منهم بأخرى,فلبث عنهم ابراهيم ماشاء الله , ثم أتاهم بعد فلم يجده فدخل على امرأتهفسألها عنه فقالت: خرج يبتغي لنا, قال: كيف انتم؟ وسألها عن عيشهموهيئتهم, فقالت: نحن بخير وسعة, وأثنت على الله عزوجل, قال: ما طعامكم؟قالت: اللحم, قال: فما شرابكم: قالت: الماء, قال: اللهم بارك لهم في اللحموالماء, قال النبي صلى الله عليه وسلم: ولم يكن لهم يومئذ حب, ولو كان لهم لدعا لهم فيه,قال: فاذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه أن يثبّت عتبة بابه, فلماجاء اسماعيل قال: هل أتاكم من احد؟ قالت: نعم, اتانا شيخ حسن الهيئة -واثنت عليه- فسألني عنك فأخبرته, فسألني كيف عيشنا؟ فأخبرته أنا بخير,قال: فأوصاك بشيء؟ قالت: نعم, هو يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبّت عتبةباباك, قال: ذاك أبي وأنت العتبة أمرني أن أمسكك, ثم لبث عنهم ماشاء الله,ثمّ جاء بعد ذلك واسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة, قريبا من زمزم, فلما رآهقام اليه وصنعا كما يصنع الوالد بالولد, والولد بالوالد, ثم قال: يااسماعيل! انّ الله أمرني بأمر, قال: فاصنع ما أمرك ربك, قال: وتعينني؟قال: وأعينك, قال: فانّ الله أمرني أن أبني ههنا بيتا, وأشار الى أكمةمرتفعة على ما حولها, قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت, فجعل اسماعيلياتي بالحجارة, وابراهيم يبني, حتى اذا ارتفع البناء, جاء بهذا الحجرفوضعه له فقام عليه, وهو يبني, واسماعيل يناوله الحجارة, وهما يقولان: وَإِذْيَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُرَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127), قال: فجعلا يبنيان البيت وهما يقولان: رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ قريش تعيد بناء الكعبة المشرفة انّ قريش أعادت بناء الكعبة المشرفة بعد ابراهيم الخليل عليه السلام, وقبيل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات, وقد نقل النبي صلى الله عليه وسلممعهم الحجارة وله من العمر الشريف 35 عاما صلوات الله وسلامه عليه دائماالى يوم الدين والى ماشاء الله من بعد, يقول محمد بن اسحق رحمه الله فيكتابه السيرة: ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلمخمسا وثلاثين سنة, اجتمعت قريش لبنيان الكعبة, وكانوا يهابون هدمها, وانماكانت رضما فوق القامة, فأرادوا رفعها وتسقيفها, وذلك أنذ نفرا سرقوا كنزالكعبة, وكان البحر قد رمي بسفينة الى جدة لرجل من تجار الروم فتحطمت,فأخذوا خشبها فأعدوه لتسقيفها, وكان بمكة رجل قبطي نجار فهيّأ لهم فيأنفسهم بعض ما يصلحها, وكانت حية تخرج من بئر الكعبة فتشرف على جدارالكعبة, وكانت مما يهابون, ذلك أنه كان لا يدنو منها أحد الا احزألت(ارتفعت واستعدت للوثوب) وكشت وفتحت فاها فكانوا يهابونها, فبينما هي يوماتشرف على جدار الكعبة كما كانت تصنع, بعث الله اليها طائرا فاختطفها فذهببها, فقالت قريش: انا لنرجو أن يكون الله قد رضي ما أردنا, عندنا عاملرفيق, وعندنا خشب, وقد كفانا الله الحيّة, فلما أجمعوا أمرهم في هدمهاوبنيانها, قام ابن وهب بن عمرو بن عائذ (خال عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم,وكان شريفا ممدوحا) فتناول من الكعبة حجرا, فوثب من يده حتى رجع الىموضعه, فقال: يا معشر قريش! لا تدخلوا في بنيانها من كسبكم الا طيبا, لا يدخل فيها مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد من الناس. هذاعدا عن انّ قريشا كانت قد جزأت الكعبة الى أجزاء تقاسمتها قبائل العرب حتىلا يخلفوا على أحقيّة العبادة فيها, فكان شق الباب لبني عبد مناف وزهرة,وكان بين الركنين الأسود واليماني لبني مخزوم وقبايل من قريش انضموااليهم, وكان ظهر الكعبة لبني جحم وسهم, وكان شق الحجر لبني عبد الدار بنقصي ولني أسد بن عبد العزى بن قصي ولبني عدي بن كعب بن لؤي وهو الحطيم, ثمانّ الناس هابوا هدمها وفرقوا منه, فقال الوليد بن المغيرة( والد خالدارضي الله عنه) أنا ابدؤكم في هدمها, فاخذ المعول فهدم وهدم الناس معه حتىاذا انتهى الهدم بهم الى الأساس- أساس ابراهيم عليه السلام- أفضوا الىحجارة خضر كالأسنة أخذ بعضها بعضا, وجاء رجل فأدخل عتلة بين حجرين منهاليقلع أحدهما فلما تحرّك الحجر انتفضت مكة بأسرها, فانتهوا عن ذلك الأساس. ثم انّ القبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها, كل قبيلة على حدة, ثم بنوها حتى بلغ البنيان موضع الركن (الحجر الأسود)فاختصموا فيه, كل قبيلة تريد أن ترفعه الى موضعه دون الأخرى, حتى تحاورواوتخالفوا وأعدوا للقتال, فمكثت قريش على ذلك خمس ليال, ثم اجتمعوا فيالمسجد وتشاوروا وتناصفوا, وجاء أبا امية بن المغيرة وكان يومئذ أسنّ قريشكلهم فقال: يا معشر ثريش! اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل منباب هذا المسجد يقضي بينكم فيه, ففعلوا, وكان أول داخل رسول الله صلى اللهعليه وسلم, فلما رأوه صلى الله عليه وسلم قالوا: هذا الأمين,رضينا. هذا محمد- عليه الصلاة والسلام- فلما انتهى اليهم وأخبروه الخبرقال صلى الله عليه وسلم: هلمّ اليّ بثوب, فاتي به, فأخذ الحجر الأسودفوضعه فيه بيده ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية هذا الثوب, ثم ارفعوهجميعا, ففعلوا حتى اذا بلغوا بع موضعه, وضعه صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة,ثم بنى عليه, وكانت قريش تسمّي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نزول وحي السماء عليه السلام بـ الأمين. قال ابن اسحق رحمة الله عليه: كانت الكعبة المشرفة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم 18 ذراعا, وكانت تكسى بالقبطي, ثم كسيت بعد بالبرود, واول من كساها بالديباج الحجاج بن يوسف الثقفي, وبقيت على بناء قريش حتى احترقت في أول امارة عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما, بعد 60 للهجرة, وفي آخر ولاية يزيد بن معاوية لماّ حاصروا عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما, عندها نقضها ابن الزبير رضي الله عنهماالى الأرض وبناها من جديد على قواعد ابراهيم عليه السلام, وادخل فيهاالحجر, وجعل لها بابا شرقيا وآخر غربيا ملتصقين بالأرض كما سمع من خالتهعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, وبقيت كذلك مدة امارته حتى قتله الحجاج, فردها الى ما كانت عليه بأمر من عبد الملك بن مروان له بذلك. والله وحده أعلم.
| |
|