اسد البراري المدير العام
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 466 نقاط : 1134 تاريخ التسجيل : 13/10/2010 العمر : 63 الموقع : https://sanabel.ahlamontada.net
| موضوع: سورة آل عمران. 2. قصة المباهلة الأربعاء أكتوبر 27, 2010 7:43 pm | |
| سورة آل عمران. 2. قصة المباهلة 2 - قصة المباهلة
وردت هذه القصة في سورة آل عمران الآيات 59- 61, يقول الله عزوجل:
انّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم , خلقه من تراب ثمّ قال له كن فيكون* الحقّ منربك فلا تكوننّ من الممترين* فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساؤكم وأنفسنا وأنفسكم ثمّ نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين
معنى المباهلة هي الملاعنة, وقد أمر الله تبارك وتعالى نبيّه صلى الله عليه وسلم أن يباهل من عاند الحق في أمر عيسى عليه السلام بعد اقامة الحجة بالأدلة الدامغة في القرآن الكريم, أو الذين يجادلون في عيسى عليه السلام ويزعمونفيه ما يزعمون من البنوّة والأولوهية, فقال تعالى: ثمّ نبتهل أي نجعل لعنة الله على الكاذبين , أي ندع باللعنة على الكاذب منا أو منكم.
لقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم وفي أكثر من موضع عن كفر النصارى واشراكهم بالله تبارك وتعالى, فتارة قالوا انّ الله هو المسيح ابن مريم, وتارة قالوا: انّ عيسى ابن الله, وأخرى قالوا: انّ الله ثالث ثلاثة, تعالى الله وتبارك عما يقولون ويشركون, بل هو اله واحد لا شريك له, فرد صمد لم يلد ولم يلد ولم يكن له كفوا أحد, وأيضا اليهود أشركوا بالله حين قالوا: عزيربن الله, وقد تجلى ذلك في قوله تبارك وتعالى: وقالت النصارى المسيح ابن الله وقالت اليهود عزير بن الله, ذلك قولهم بافواههم.
وفي موضع آخر يقول تبارك وتعالى: لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح بن مريم, وفي موضع ثالث: لقد كفر الذين قالوا انّ الله ثالث ثلاثة.
يخبرنا الله تبارك وتعالى أنّ عيسى لا يختلف في التكوين عن آدم عليه السلام بشيء, وكما أنه سبحانه وتعالى خلقآدم عليه السلام من تراب من غير أب أو أم, وخلق حواء من ذكر دون أنثى,وخلقنا نحن من ذكر وأنثى, فهو قادر سبحانه وتعالى أن يخلق عيسى عليهالسلام من أنثى دون أب, ومن يقول غير ذلك فهو كافر بنص القرآن الكريم, وماخلق الله تعالى عيسى هكذا الا ليجعله معجزة للناس, ولهذا قال المولى عزوجل: ولنجعله آية للناس.
يقول الله تعالى في سورة الزخرف (57-59): ولما ضرب ابن مريم مثلا اذا قومك يصدون* وقالوا آلهتنا خير أم هو, ما ضربوه لك الا جدلا , بل هم قوم خصمون* ان هو الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل
هذه الآيات الكريمات أنزلها الله تبارك وتعالى عبرة لبني اسرائيل, ليستدلون منها على قدرة الله تعالى في خلق عيسى بن مريم عليه السلام من أم دون أب,وكيف صيّره الله عزوجل معجزة خارقة على عقول البشر.
عيسى عليه السلام من علامات الساعة الصغرى والكبرى وكما أنّ بعثة نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه من علامات الساعة كما في الحديث : بعثت أنا والساعة كهاتين ..وأشار صلى الله عليه وسلم باصبعيه السبابة والوسطى وفرّج بينهما...وهنا يستوقفني أمر أبيّنه للقراء الأفاضل , كي لو أنهم تعرضوا لسؤال المجادلين المعاندين للحق, بشأنّ هذا الحديث وهم كثر في زماننا هذا, قد يتعرضون لسؤال مفاده: كيف يقول النبي صلى الله عليه وسلم : بعثت أناوالساعة معا وقد مضى على وفاته ما يزيد عن ال 14 قرنا... والاجابة علىاستفسار هؤلاء وببساطة: هو أنّ النبي صلى الله عليه وسلم عمليا لم يمضي على وفاته لغاية هذه اللحظة أكثر من يوم ونصف اليوم , ولو آمن هؤلاء بقوله تعالى: وانّ يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون..
فانّ خلق عيسى عليه السلام علامة من علامات الساعة الصغرى وبنص القرآن الكريم, ففي سورة الزخرف آية 61 يقول المولى تبارك وتعالى: وانه لعلم الساعة فلا تمترنّ بها واتبعون, هذا صراط مستقيم. وعلامة من علامات الساعة الكبرى بنص الحديث الشريف: يوشك أن ينزل فيكم عيسى بن مريم حكما مقسطا... وقال ابن عباس رضي الله عنهما: انّ خروج عيسى عليه السلام من أعلام الساعة, لأنّ الله ينزله من السماء قبيل قيام الساعة.
قصة المباهلة
نجران مدينة تقع على حدود اليمن مع السعودية, يحكمها أبو الحارث,وكان أسقفا نصرانيا كان واحدا من بين الذين أرسل اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبا يدعوهم فيها الى الاسلام, وينذرهم مغبة ومسئولية الاستمرارعلى الشرك والكفر والالحاد, ويحذرهم عقاب الله تبارك وتعالى وعذابه.
وماأن فتح الأسقف كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وشرع في قراءته حتى سرت فيقلبه رعدة, ماج على أثرها موجا شديدا, ثمّ أمر غلامه أن يدعو له كبير أعوانه, ويدعى شرحبيل الملقب ب أبو مريم.
وما أن لبى شرحبيل النداء حتى قال لبيك يا سيدي, ولكن ما ألأمر؟
أجابه: كتابا من محمد بن عبد المطلب - صلى الله عليه وسلم- يدعوني فيه الى دين جديد يسمّيه الاسلام, ويخيّرني ما بين دفع الجزية أو الحرب, أقلق ليلي وأضنى مضجعي.
أين هو الكتاب؟
ناوله اياه الأسقف, وبدأ شرحبيل يقرأ فيه, أعاد وهو يهز برأسه تارة, ويرفع حاجبيه ويزم شفتيه تارة أخرى, الأمر الذي جعل الأسقف يرتعد خوفا, ثم أنصتل شرحبيل وهو يقول:
لا أكتمك الأمر يا سيّدي, ربما هو النبي المنتظر, وقد علمت ما وعد الله به من النبوة في ذرية اسماعيل- عليه السلام- فماذا يدرينا أن يكون محمد بن عبد الله- صلى الله عليه وسلم- صاحب الرسالة.
وبدل من أن يخرج شرحبيل الأسقف من قلقه زاده قلق على قلق, أطار النوم من عينيه,ومع تنفس الصباح يستدعي الأسقف بعض كبار أعوانه ومستشاريه ويعقد جلسة طارئة على عجل يتدارسون فيما بينهم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم , وماأن لبى المدعوون الدعوة حتى وقف الأسقف يقرأ على الحاضرين كتاب النبي صلى الله عليه وسلم , وما أن انتهى منه حتى ترك لهم التشاور في الأمر, واتفق الجميع على رأي واحد يجنبهم مغبة المعاندة بأن يوفدوا وفدا منهم لمقابلة النبي صلى الله عليه وسلم, يحاورونه ويجادلونه في الأمر, وأن يكون شرحبيل رئيس الوفد وذلك لسعة علمه وقوة ذكاءه وفصاحة لسانه. وفدنجران في المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم يستقبلهم بحفاوة بالغةوببشاشته وابتسامته النبوية المعهودة, فأكرم وفادتهم, ولما اطمأنّ بهمالمجلس قدّموا هداياهم, فقبلها النبي صلى الله عليه وسلم منهم تلطفا وتكرما, ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم حبران من الوفد هما أبو حارثة بن علقمة, والعاقب عبد المسيح, ودار بينهما وبين النبي صلى الله عليه وسلم الحوار التالي بدأه النبي صلى الله عليه وسلم بدعوتيهما للاسلام قائلا صلى الله عليه وسلم لهما:
أسلما. قد أسلمنا. انكما لم تسلما فأسلما. بلى, قد أسلمنا قبلك. كذبتما بمنعكما من الاسلام ادعاؤكما لله ولدا, وعبادتكما الصليب, وأكلكما الخنزير. فمن أبوه يا محمد! صلى الله عليه وسلم. فتلا عليهما سورة آل عمران من بدايتها حتى الآية 90 منها والتي نزلت بمجرد طرحهم السؤال عليه صلى الله عليه وسلم, وأمام الخبر اليقين الذي لا يقبل الشك قالوا: يا ابا القاسم- صلى الله عليه وسلم-دعنا ننظر في أمرنا, ثمّ نأتيك بما نريد أن نفعل فيما دعوتنا اليه, ثمّ انصرفوا عنه صلى الله عليه وسلم, ثم خلوا بالعاقب وقالوا: يا عبد المسيح!ماذا ترى؟ فقال: والله يا معشر النصارى لقد عرفتم أنّ محمدا- صلى الله عليه وسلم-لنبيّ مرسل, ولقد جاءكم بالفصل من خبر صاحبكم, فاما أن تؤمنوا بما جاء به,وان كنتم أبيتم الا دينكم والاقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكمفوادعوا الرجل وانصرفوا الى بلادكم.
وروىالبخاري عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: جاء العاقب والسيد صاحبانجران الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان أن يلاعناه, فقال أحدهم الصاحبه: لا تفعل! فو الله لئن كان نبيا ولاعناه لا نفلح بعدها أبدا, ولاعقبنا من بعده... فقالا للنبي صلى الله عليه وسلم: انا نعطيك ما سألتناوابعث معنا رجلا أمينا’ فقال: لأبعثن معكم رجلا أمينا, حق أمين, فاستشرف لها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قم يا أبا عبيدة بن الجراح, فلما قام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا أمين هذه الأمة.....
وجاء في الحديث فيما لو رفضا دفع الجزية: والذي بعثني بالحق لو قالا لا, لأمطر عليهم الوادي نارا.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: لو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون مالا ولا أهلا.
وهكذا فرض عليهم النبي صلى الله عليه وسلم الجزية لقاء رفضهم الدخول في الاسلام, وكان ذلك في السنة التاسعة للهجرة, واهل نجران هم أول من أدّى الجزية الى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وآية الجزية انما أنزلت بعد فتح مكة.
وهكذا عاد وفد نجران الى ديارهم برفقة أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه بناء على طلبهم وبأمر من النبي صلى الله عليه وسلم فرحين مستبشرين من حسن استقبال النبي صلى الله عليه وسلم لهم وحسن تعامله معهم.
والله فوق كلّ ذي علم عليم
| |
|