الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا
من يهده الله فهو المهتد و من يضلل فلا هادي له
و أشهد أن لا إلَه إلا الله وحده لا شريك له
و أشهد أن محمدا عبده و رسوله
صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
عندما خلق الله الانسان... لم يتركه ..
ارسل له من يهديه الى الطريق المستقيم ..
من يعلمه ويعرفه الطريق الى الكنوز التى منحنا إياها خالقنا
كنوز عظيمة تعب الانبياء والرسل في ترسيخها عبر الاجيال
وتعب اسلافنا في المحافظة عليها لتنتقل الينا كما هى....
كنوووووزولكننا اغفلناها واضعناها وحرمنا انفسنا من تذوق لذتها
حتى اصبحت لا تأثير لها ولا نفع منها
ونحن هنا بصدد احيائها مرة اخرى لعلنا نستطيع اخراجها للنور مرة اخرى
ماهي هذه الكنوز التي أضعناها ونبحث عنها
هنا سوف نواصل سلسلة
كنوز مفقودةو لماذا فقدت ؟؟؟ سوف نبحث عنها و نجمعها تقديرا لأسلافنا الصالحين
إن لم يكون بوسعنا ان نطبقها فربما الأجيال القادمة يعرفون قيمة هذه الثروة
و لعلنا نساهم في جعلهم يتمسكون بها
فبأذن الله كل أسبوع سنبحث عن كنز و نجمع ما قيل عن هذا الكنز
اليوم سنناقش قضية مهمة في اوساطنا و مجتمعاتنا ألا وهي :-
الأمــــــــــــــــانـــــــــــة
ما هي الأمانة؟
الأمانة هي أداء الحقوق، والمحافظة عليها، فالمسلم يعطي كل ذي حق حقه؛يؤدي حق الله في العبادة، ويحفظ جوارحه عن الحرام، ويرد الودائع... إلخ.
وهي خلق جليل من أخلاق الإسلام، وأساس من أسسه، فهي فريضة عظيمة حملهاالإنسان، بينما رفضت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها لعظمها وثقلها،يقول تعالى:
{
إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَىالسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَاوَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًاجَهُولا }
[الأحزاب: 72].
وقد أمرنا الله بأداء الأمانات، فقال تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا }
[النساء: 58].
وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم الأمانة دليلا على إيمان المرء وحسن خلقه، فقال صلى الله عليه وسلم:
(لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له)[أحمد].
أنواع الأمانة:
الأمانة لها أنواع كثيرة،منها:
الأمانة في العبادة:فمن الأمانة أن يلتزم المسلم بالتكاليف، فيؤدي فروض الدين كما ينبغي،ويحافظ على الصلاة والصيام وبر الوالدين، وغير ذلك من الفروض التي يجبعلينا أن نؤديها بأمانة لله رب العالمين.
الأمانة في حفظ الجوارح:وعلى المسلم أن يعلم أن الجوارح والأعضاء كلها أمانات، يجب عليه أن يحافظعليها، ولا يستعملها فيما يغضب الله -سبحانه-؛ فالعين أمانة يجب عليه أنيغضها عن الحرام، والأذن أمانة يجب عليه أن يجنِّبَها سماع الحرام، واليدأمانة، والرجل أمانة...وهكذا.
الأمانة في الودائع:ومن الأمانة حفظ الودائع وأداؤها لأصحابها عندما يطلبونها كما هي، مثلمافعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين، فقد كانوا يتركون ودائعهم عندالرسول صلى الله عليه وسلم ليحفظها لهم؛ فقد عُرِفَ الرسول صلى الله عليهوسلم بصدقه وأمانته بين أهل مكة، فكانوا يلقبونه قبل البعثة بالصادقالأمين، وحينما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، تركعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ليعطي المشركين الودائع والأمانات التيتركوها عنده.
الأمانة في العمل:ومن الأمانة أن يؤدي المرء ما عليه على خير وجه، فالعامل يتقن عمله ويؤديهبإجادة وأمانة، والطالب يؤدي ما عليه من واجبات، ويجتهد في تحصيل علومهودراسته، ويخفف عن والديه الأعباء، وهكذا يؤدي كل امرئٍ واجبه بجد واجتهاد.
الأمانة في الكلام:ومن الأمانة أن يلتزم المسلم بالكلمة الجادة، فيعرف قدر الكلمة وأهميتها؛فالكلمة قد تُدخل صاحبها الجنة وتجعله من أهل التقوى، كما قال الله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }
[إبراهيم: 24].
وقد ينطق الإنسان بكلمة الكفر فيصير من أهل النار، وضرب الله -سبحانه- مثلا لهذه الكلمة بالشجرة الخبيثة، فقال:
{
وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ }
[إبراهيم: 26].
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الكلمة وأثرها، فقال:
(إن الرجل لَيتَكَلَّمُ بالكلمة من رضوان الله،ما كان يظن أن تبلغ ما بلغتْ، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإنالرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغتْ، يكتبالله له بها سخطه إلى يوم يلقاه) [مالك].
والمسلم يتخير الكلام الطيب ويتقرب به إلى الله -سبحانه-، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(والكلمة الطيبة صدقة)[مسلم].
المسئولية أمانة:كل إنسان مسئول عن شيء يعتبر أمانة في عنقه، سواء أكان حاكمًا أم والدًاأم ابنًا، وسواء أكان رجلا أم امرأة فهو راعٍ ومسئول عن رعيته، قال صلىالله عليه وسلم:
(
ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئولعن رعيته، فالأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسئول عن رعيته، والرجل راعٍعلى أهل بيته وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها (زوجها) وولدهوهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راعوكلكم مسئول عن رعيته)
[متفق عليه].
الأمانة في حفظ الأسرار: فالمسلم يحفظ سر أخيه ولا يخونه ولا يفشي أسراره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(إذا حدَّث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة)[أبو داود والترمذي].
الأمانة في البيع:المسلم لا يغِشُّ أحدًا، ولا يغدر به ولا يخونه، وقد مرَّ النبي صلى اللهعليه وسلم على رجل يبيع طعامًا فأدخل يده في كومة الطعام، فوجده مبلولا،فقال له: (ما هذا يا صاحب الطعام؟). فقال الرجل: أصابته السماء (المطر) يارسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(
أفلا جعلتَه فوق الطعام حتى يراه الناس؟ من غَشَّ فليس مني)[مسلم].
فضل الأمانة:
عندما يلتزم الناس بالأمانة يتحقق لهم الخير، ويعمهم الحب، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بحفظهم للأمانة، فقال تعالى:
{
وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ }
[المعارج: 32].
وفي الآخرة يفوز الأمناء برضا ربهم، وبجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
.