اسد البراري المدير العام
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 466 نقاط : 1134 تاريخ التسجيل : 13/10/2010 العمر : 63 الموقع : https://sanabel.ahlamontada.net
| موضوع: صلة الرحم الأحد أكتوبر 31, 2010 5:30 pm | |
| صلة الرحم الرحم فى الاصل هوالمكان الذ ينشأ فيه الجنين ويطلق علىذوى القربى الذين اشتركوا فى رحم واحدة مثل الاخوة، يليهم ابناء الخال،وابناء العم والعمة، لان الام والخال اشتركتا فى رحم واحدة ،وكذلك الاب والعم وهكذا،فان الرحم درجات بحسب درجة القرب وصلة الرحم من اهمالامور فى الاسلام وتاتى اهميتها بعد اهمية بر الوالدين مباشرة فقد جاءفى صورة النساء الامر بتوحيد "الله" تبارك تعالى وطاعته ،ثم الامر ببرالوالدين ،ثم الامر بصلة الرحم وبذى القربى )مما يدل على ان ذوىالقربى لهم حقوق يجب ان تؤدى فى الدنيا ،وهى صلة الرحم ويعنى هذا ايصال كلخير ودفع كل شر بحسب الاستطاعه وقدر الطاقة وهذه الصله تتنوع بحسبحال الرحم الموصوله: فإن كان القريب فقيرا فإن صلته تكون بالمساعدهبالمال، والنبى صلى الله عليه وسلم يقول ( الصدقة على المسكين صدقة ، وعلىذى الرحم(القربى) ثنتان : صدقة وصلة ) وان كان القريب مظلوما فصلته بنصرهوتأييده ومحاولة رفع الظلم عنه وان كان مريضا فصلته بالزيارة والتخفيف عنهوتحسين ظنه بالله وابتغاء العلاج له ومباشرة احواله والعناية بأهلهواولاده الذين منعه مرضه من رعايتهم وان كان ضالا فصلته محاولة هدايته ونصحه وارشاده بالرفق واللين والحب والحنان دون تعنيف او هجر والقران ملئبأ مثلة ذلك كنصح ابراهيم (عليه السلام ) لابيه (ياأبت انى اخاف ان يمسكعذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا ) ولما لم يستجب الاب لنصح ابنه قال لهالابن كما يحكى القران (سلام عليك سأستغفر لك ربى انه كان بى حفيا) وكذاتتنوع صلة الرحم بحسب حال ذى الرحم مع ملاحظة ان المودة المتبادلة بين الاخوة والاقارب وان كانت من اخلاق الاسلام ومطلوبة الا ان صلة الرحم امراخر ،حيث يقول النبى صلى الله عليه وسلم(ليس الواصل بالمكافىء ولكن الواصلالذى اذا قطعت رحمه وصلها) اى ان مكافأتك لاحسان ذوى القربى بالاحسانلاتعد من باب صلة الرحم وانما الصلة بمعنى الوصل،اى وصل ما قطع وانفصم ولذلك كان من اعلى الاخلاق ان تعفوعمن ظلمك وان تصل من قطعك وان تعطىمن حرمك ،وهو خلق النبى صلى الله عليه وسلم الذى امر به فى قول الحق تباركوتعالى (خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين ) وكلمة(الرحم) مشتقة منكلمة (الرحمة) وهىايضا اشتقاق من اسم الله تيارك وتعالى(الرحمن) وقدجاء فىالحديث القدسى قول الله عز وجل للرحم( خلقتك بيدى ، وشققت لكى اسما مناسمى ،وقربت مكانك منى، وعزتى وجلالى: لأصلن من وصلك ،ولأقطعن من قطعك،ولا ارضى حتى ترضين ) ويدل على ذلك ان لذوى الرحم حقوقا اذا لمينالوها فى الدنيا طالبوا بها يوم القيامة ،وان رضا الله تبارك وتعالىمتوقف على رضا الرحم التى حين خلقها الله تعلقت بساق الرحم ،مستجيرة منالقطيعة كما يحكى لنا النبى صلى الله عليه وسلم بقوله ) لما خلق اللهالرحم تعلقت بساق العرش فقال الله مه : (اى ماشأنك؟) قالت: هذا مقامالعائذ بك من القطيعة فقال الله تبارك وتعالى :نعم اما ترضين ان اصل منوصلك ،وان اقطع من قطعك ) وصلة الله تبارك وتعالى للعبد : هدايته ورحمتهوقطيعة الله تبارك وتعالى : غضبه وعذابه فمن منا يحتمل ذلك؟! ويشيرالقرآن الى اهمية الرحم فى كثير من المواضع فمثلا حين غضب موسى (عليهالسلام) من اخيه هارون(عليه السلام) وعاتبه على عدم اتباعه – حين اتخذقومه العجل – استدر هارون (عليه السلام ) عطف اخيه بتذكيره بصلة الرحم ،فقال له كما يحكى القرآن (قال يا بن ام لاتاخذ بلحيتى ولا براسى ) ونلاحظ انه لم يخاطبه بقوله : يا اخى، وانما بقوله ( يا بن ام) اى: يا منشاركتنى فى رحم واحدة وكذلك حين دخلت ام هانىء بنت ابى طالب على رسولالله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة تشكو اخاها على بن ابى طالب لم تقل:ان خى ،ولم تقل :ان عليا ،وانما قالت يا رسول الله ، قد اجرت رجلا ، وزعم(ابن امى) انه قاتله فقال لها قد اجرنا ما اجرت يا ام هانىء اى :ادخلناه فى جوارنا ،وبسطنا عليه حمايتنا وحين دخل النبى صلى الله عليه وسلم على ابنته فاطمة(رضى الله عنها) يوما، ورآها غاضبة من زوجها - الذىخرج الى امسجد تاركا بيته فسألها قائلا (اين ابن عمك) لم يقل :اين زوجك وكأنه يذكرها بصلة الرحم ، تلطيفا للموقف واستدرار ا لعاطفتها فقالت: كان بينى وبينه شىء فغاصبنى ، فخرج فلم يقل (نوم الظهيرة) عندى فوجدهالرسو لصلى الله عليه وسلم مضطجعا فى المسجد قد سقط رداؤه عن شقه واصابهتراب ،فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنهويقول)قم ابا تراب قم ابا تراب ) ولم يعنفه ،ولم يسأله عن سبب المغاضبة ، او يتدخل بينالزوجين وفرح على بن ابى طالب بهذه الكنية : وكان يسعد جدا بانينادى"(يا ابا تراب) وقصة الغلام الذى قتله الخضر (عليه السلام) يقول تعالى فاردنا ان يبدلهما ربهما خير منه زكاة واقرب رحما) اى: اطهرمنه ،واصلح ،واشد رعاية للرحم وكذلك يبين ربنا تبارك وتعالى اهمية حقوقذوى الارحام بقوله وأولوا الارحام بعضهم اولى ببعض فى كتاب الله انالله بكل شىء عليم ) ومن صلة الرحم الواجبة : الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ، فلا يصح ان يترك الاخ اخاه بعيدا عن الله او يرى ذوى رحمهعلى معصية ولا يقدم لهم النصح بالحكمة والموعظة الحسنة فربنا تبارك وتعالى يوضح ذلك بقوله ( وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها) ويثنى على اسماعيل( عليه السلام) بقوله ( وكان يامر اهله بالصلاة والزكاة وكان عندربه مرضيا) . وقد يتعلل بعض الناس بمشاكل الحياة وهمومها فى عدم سؤ الهم عن ذوى القربى ،ومودتهم ولكن الى جانب ذلك فهناك منالوسائل المتاحة الان مالم يكن متاحا من قبل ،مثل ارسال البرقيات لتهنئةاوللعزاء ، وارسال الورود للمضى فى بيوتهم ،او مراكز العلاج ، وكذلك الاتصال بالوسائل السلكية (التليفون) ،وارسال الخطابات وما الى ذلك ممايوجد الالفة والمحبة ودوام الصلة . هذا ولا يصح مقاطعة ذوى الرحم مطلقا الا فى حالة واحدة وهى ان يكون ذو الرحم فاجرا لا يأمن شره ولا يجدى معه نصح وارشاد ولا تزيده الصلة الا يغيا وعلوا وعدوانا ومع ذلك فيجب الدعاءله بالهداية والاستغفار له ولنا فى ابراهيم (عليه السلام) أسوة حسنة ،حيث قال لابيه بعد ما يئس منه كما يحكى القرآن قال سلام عليك ساستغفر لك ربى كان انه حفيا ) هذا، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم : ( من احب انيبسط له فى رزقه ،وينسأ له فى اثره : فليصل رحمه) | |
|